مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٠٢
من ولدي، وهو صاحب الغيبة، وهو الذي يقسم ميراثه، وهو حي.
- وفيه (1) في حديث أبي خالد الكابلي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: كأني بجعفر الكذاب، وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله والمغيب في حفظ الله، والموكل بحرم أبيه جهلا منه بولادته، وحرصا منه على قتله، إن ظفر به طمعا في ميراث أخيه حتى يأخذه بغير حق (الخ)، ويأتي بطوله في الباب الثامن إن شاء الله تعالى.
- وعن غيبة الشيخ الطوسي (ره) (2) عن رشيق قال: بعث إلينا المعتضد ونحن ثلاثة نفر فأمرنا أن يركب كل واحد منا فرسا ويجنب فرسا آخر ونخرج مخفين لا يكون معنا قليل ولا كثير، إلا على السرج مصلى، وقال لنا ألحقوا بسامرة، ووصف لنا محلة ودارا وقال: إذا أتيتموها تجدوا على الباب خادما أسود، فاكبسوا الدار ومن رأيتم فيها فائتوني برأسه.
فوافينا سامرة فوجدنا الأمر كما وصفه، وفي الدهليز خادم اسود، وفي يده تكة ينسجها، فسألناه عن الدار ومن فيها فقال: صاحبها، فوالله ما التفت إلينا، وقل اكتراثه بنا، فكبسنا الدار كما أمرنا، فوجدنا دارا سرية، ومقابل الدار ستر، ما نظرت قط إلى أنبل منه، كأن الأيدي رفعت عنه في ذلك الوقت، ولم يكن في الدار أحد، فرفعنا الستر فإذا بيت كبير كأن بحرا فيه وفي أقصى البيت حصير، قد علمنا أنه على الماء، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي، فلم يلتفت إلينا، ولا إلى شئ من أسبابنا.
فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطى البيت فغرق في الماء، وما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلصته وأخرجته، وغشي عليه وبقي ساعة وعاد صاحبي الثاني إلى فعل ذلك الفعل، فناله مثل ذلك، وبقيت مبهوتا، فقلت لصاحب البيت: المعذرة إلى الله وإليك، فوالله ما علمت كيف الخبر ولا إلى من أجيئ وأنا تائب إلى الله، فما التفت إلى شئ مما قلنا، وما انفتل عما كان فيه، فهالنا ذلك وانصرفنا عنه.
وقد كان المعتضد ينتظرنا وقد تقدم إلى الحجاب إذا وافينا أن ندخل عليه في أي وقت كان، فوافيناه في بعض الليل، فأدخلنا عليه فسألنا عن الخبر، فحكينا له ما رأينا، فقال:
ويحكم لقيكم أحد قبلي وجرى منكم إلى أحد شئ، أو قول؟ الخبر، ليضربن أعناقنا فما

١ - إكمال الدين: ١ / ٣٢٠ باب ٣١ ذيل ٢.
٢ - الغيبة: ١٤٩.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»