مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٠٤
في قلب مهدينا كما ينبت الزرع على أحسن نباته فمن بقي منكم حتى يراه، فليقل حين يراه: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة.
- وفي البحار (1) عن النعماني بإسناده عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له: يا أمير المؤمنين نبئنا بمهديكم هذا؟ فقال (عليه السلام): إذا درج الدارجون وقل المؤمنون، وذهب المجلبون، فهناك.
فقال: يا أمير المؤمنين عليك السلام، ممن الرجل؟ فقال: من بني هاشم، من ذروة طود العرب وبحر مغيضها إذا وردت، ومجفو أهلها إذا أتت، ومعدن صفوتها إذا اكتدرت، لا يجبن إذا المنايا هلعت، ولا يجوز إذا المؤمنون اكتنفت، ولا ينكل إذا الكماة اصطرعت، مشمر مغلولب، ظفر ضرغامة حصد، مخدش ذكر، سيف من سيوف الله، رأس قثم، نشق رأسه في باذخ السؤدد، وغارز مجده في أكرم المحتد، فلا يصرفنك عن تبعته (2) صارف عارض، ينوص إلى الفتنة كل مناص، إن قال فشر قائل، وإن سكت فذو دعائر.
ثم رجع إلى صفة المهدي، فقال: أوسعكم كهفا (3) وأكثركم علما وأوصلكم رحما، اللهم فاجعل بيعته خروجا من الغمة، واجمع به شمل الأمة. فإن جاز لك فاعزم ولا تنثن عنه إن وفقت له، ولا تجيزن عنه إن هديت إليه هاه - وأومى بيده إلى صدره - شوقا إلى رؤيته.
توضيح قال الفيروزآبادي: درج دروجا ودرجانا: مشى، والقوم انقرضوا وفلانا لم يخلف نسلا أو مضى لسبيله. إنتهى.
والغرض انقراض قرون كثيرة، قوله (عليه السلام): ذهب المجلبون أي المجتمعون على الحق، والمعينون للدين أو الأعم.
قال الجزري، أجلبوا عليه إذا تجمعوا وتألبوا، وأجلبه أي أعانه، وأجلب عليه إذا صاح به

١ - بحار الأنوار: ٥١ / 115 ذيل 14.
2 - كذا في البحار والمناسب بيعته كما لا يخفى (لمؤلفه).
3 - كذا في البحار والمناسب كفا كما لا يخفى (لمؤلفه).
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»