مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٤٠٠
عليهم الصلاة والسلام ويأتي ما يدل عليه إن شاء الله تعالى.
المكرمة الثانية والأربعون غفران الذنوب وتبديل السيئات بالحسنات.
- ويدل على ذلك ما رواه الشيخ أحمد بن فهد الحلي (ره) في عدة الداعي (1) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ما جلس قوم يذكرون الله عز وجل، إلا ناداهم ملك من السماء: قوموا فقد بدلت سيئاتكم حسنات وغفرت لكم جميعا.
وجه الدلالة: أن الدعاء لمولانا صاحب الزمان قسم من ذكر الله فكل مجلس دعا المؤمن فيه لمولاه فقد فاز بذكر الله.
- ويدل على ذلك ما روي في الوسائل (2) والكافي (3) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما اجتمع قوم في مجلس لم يذكروا الله عز وجل ولم يذكرونا إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة.
ثم قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إن ذكرنا من ذكر الله، وذكر عدونا من ذكر الشيطان.
الثالثة والأربعون أن المداومة في الدعاء لمولانا (عليه السلام) يكون وسيلة لأن يؤيده الله تعالى في العبادة.
- ويدل عليه ما في عدة الداعي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قال سبحانه: إذا علمت أن الغالب على عبدي الاشتغال بي، نقلت شهوته في مسألتي ومناجاتي فإذا كان عبدي كذلك، فأراد أن يسهو حلت بينه وبين أن يسهو. أولئك أوليائي حقا أولئك الأبطال حقا.
وتقرير الدلالة أن الدعاء كما دلت عليه الآيات والروايات من أعظم أقسام العبادات، ولا شك أن أجل أنواع الدعاء وأعظمها الدعاء لمن أوجب الله تعالى حقه والدعاء له على كافة البريات، وببركة وجوده يفيض نعمه على قاطبة المخلوقات كما أنه لا ريب في أن المراد من

١ - عدة الداعي: ٢٣٨.
٢ - الوسائل: ٤ / ١١٨٠ باب ٣ ح ٣.
٣ - الكافي: ٢ / 496 / ح 2.
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»