الصدقة تزيد صاحبها كثرة، فتصدقوا يرحمكم الله وإن التواضع يزيد صاحبه رفعة، فتواضعوا يرفعكم الله، وإن العفو يزيد صاحبه عزا فاعفوا يعزكم الله.
- وفيه: (1) بسند صحيح عن الصادق (عليه السلام) قال: إن في السماء ملكين موكلين بالعباد فمن تواضع لله رفعاه ومن تكبر وضعاه.
- وفيه (2) بإسناد صحيح أيضا عنه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من تواضع رفعه الله، ومن تكبر خفضه الله.
- وفي الفقيه (3) في وصاياه لأمير المؤمنين (عليه السلام): يا علي، والله لو أن الوضيع في قعر بئر لبعث الله عز وجل إليه ريحا ترفعه فوق الأخيار في دولة الأشرار.
- وفي أصول الكافي (4) في حديث مرفوع عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال:
فأوحى الله إلى الجبال: إني واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكن فتطاولت وشمخت، وتواضع الجودي، وهو جبل عندكم، فضربت السفينة بجؤجئها الجبل، الخبر.
- وروى الشيخ الجليل أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي (ره) في كامل الزيارات (5) بإسناده عن صفوان الجمال، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله تبارك وتعالى فضل الأرضين والمياه بعضها على بعض، فمنها ما تفاخرت ومنها ما بغت، فما من ماء ولا أرض إلا عوقبت لترك التواضع لله حتى سلط الله على الكعبة المشركين، وأرسل إلى زمزم ماء مالحا حتى أفسد طعمه.
وإن كربلاء وماء الفرات أول أرض وأول ماء قدس الله تبارك وتعالى، وبارك عليه فقال لها: تكلمي ما فضلك الله؟ فقالت: لما تفاخرت الأرضون والمياه بعضها على بعض، قلت: أنا أرض الله المقدسة المباركة، الشفاء في تربتي ومائي ولا فخر بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك ولا فخر على من دوني، بل شكرا لله. فأكرمها وزادها بتواضعها وشكرها لله بالحسين (عليه السلام) وأصحابه، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر وضعه الله.