الاشتغال بالله هو الاشتغال بعبادة الله فهو الذي يكون المداومة به سببا لأن يؤيده الله في العبادة، ويجعله من أوليائه فينتج أن المواظبة في الدعاء لمولانا الحجة، ومسألة التعجيل في فرجه وظهوره، وكشف غمه، وتحصيل سروره، يوجب حصول تلك الفائدة العظيمة كما لا يخفى.
فاللازم على كافة أهل الإيمان أن يهتموا ويواظبوا بذلك في كل مكان وزمان. ومما يناسب ما ذكرناه، ويؤيده ما ذكره الأخ الأعز الإيماني الفاضل المؤيد بالتأييد السبحاني:
الآغا ميرزا محمد باقر الأصفهاني (1)، أدام الله تعالى علاه، وآتاه ما يتمناه، في هذه الأيام فإنه قال: رأيت ليلة من هذه الليالي في المنام أو بين اليقظة والمنام، الإمام الهمام مولى الأنام والبدر التمام، وحجة الله على ما فوق الثرى، وما تحت الثرى مولانا الحسن المجتبى عليه الصلاة والسلام، فقال ما معناه: قولوا على المنابر للناس وأمروهم أن يتوبوا ويدعوا في فرج الحجة (عليه السلام) وتعجيل ظهوره ليس هذا الدعاء كصلاة الميت واجبا كفائيا يسقط بقيام بعض الناس به عن سائرهم بل هو كالصلوات اليومية التي يجب على كل فرد من المكلفين الإتيان بها إلى آخر ما قال: والله المستعان في كل حال.
المكرمة الرابعة والأربعون دفع العقوبة والعذاب عن أهل الأرض ببركة الداعين لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) وتقريره من وجهين:
أحدهما: ما في عدة الداعي، في ذيل الحديث القدسي السابق " أولئك الذين إذا أردت أن أهلك الأرض عقوبة زويتها عنهم من أجل أولئك الأبطال ".
- والثاني: ما في كمال الدين (2) بإسناده عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، يا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان، إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن ينادي بهم الباري جل جلاله فيقول: عبيدي وإمائي آمنتم بسري، وصدقتم بغيبي، فأبشروا بحسن الثواب مني أي عبيدي وإمائي حقا منكم أتقبل، وعنكم