مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٨
والحمد لله رب العالمين والصلاة على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما.
- ومنها: حق البقاء في الدنيا: فلولاه ما حييت في الدنيا ساعة، ولا وجدت على الأرض ساحة. ويدل عليه ما رواه ثقة الإسلام (ره) في الكافي (1) بسند صحيح عن الوشاء (2) قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) هل تبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لا، قلت: إنا نروي أنها لا تبقى إلا أن يسخط الله عز وجل على العباد. قال: لا تبقى، إذا لساخت.
- وفي رواية أخرى (3) عن أبي عبد الله (عليه السلام): لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت.
- وروى الصدوق (ره) في الإكمال (4) بسند قوي كالصحيح أو الصحيح على الصحيح عن أبي حمزة الثمالي (اسمه ثابت) عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حدثني جبرائيل، عن رب العزة جل جلاله، أنه قال: من علم أنه لا إله إلا أنا وحدي، وأن محمدا عبدي ورسولي، وأن علي بن أبي طالب خليفتي، وأن الأئمة من ولده حججي، أدخله الجنة برحمتي، وأنجيه من النار بعفوي وأبحت له جواري، وأوجبت له كرامتي، وأتممت عليه نعمتي، وجعلته من خاصتي وخالصتي، إن ناداني لبيته، وإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن سكت ابتدأته، وإن ساء رحمته، وإن فر مني دعوته وإن رجع إلي قبلته، وإن قرع بابي فتحته، ومن لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي، ولم يشهد أن محمدا عبدي ورسولي أو شهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي أو شهد بذلك ولم يشهد أن الأئمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي وصغر عظمتي، وكفر بآياتي وكتبي، إن قصدني حجبته، وإن سألني حرمته، وإن ناداني لم أسمع نداءه، وإن دعاني لم أستجب دعاءه، وإن رجاني خيبته، وذلك جزاؤه مني، وما أنا بظلام للعبيد.
فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله، ومن الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟ قال (صلى الله عليه وآله): الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم سيد العابدين في زمانه علي ابن الحسين، ثم الباقر محمد بن علي، وستدركه يا جابر، فإذا أدركته فأقرئه مني السلام، ثم

١ - الكافي: ٢ / ١٧٩ باب أن الأرض لا تخلو من حجة ح ١٣.
٢ - وهو الحسن بن علي.
٣ - الكافي: ٢ / 179 ح 10.
4 - إكمال الدين: 1 / 25 باب 24 ذيل 3.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»