مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٩
الصادق جعفر بن محمد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا علي بن موسى، ثم التقي محمد بن علي، ثم النقي علي بن محمد، ثم الزكي الحسن بن علي، ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمتي، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي، وعترتي، من أطاعهم فقد أطاعني، ومن عصاهم فقد عصاني، ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، بهم يمسك الله عز وجل السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبهم يحفظ الأرض أن تميد بأهلها.
- وعن غيبة النعماني عن الصادق عن أمير المؤمنين (عليه السلام): واعلموا أن الأرض لا تخلو من حجة لله ولكن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجة لله لساخت بأهلها. والأخبار في هذا المعنى كثيرة جدا.
ومنها حق القرابة من رسول الله (صلى الله عليه وآله). ففي سورة حمعسق (1) * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) *.
- وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال هم الأئمة عليهم السلام. وفي حديث نداء القائم (عليه السلام) حين ظهوره في مكة: وأسألكم بحق الله وحق رسوله وبحقي فإن لي عليكم حق القربى برسول الله (صلى الله عليه وآله).
- ومنها حق المنعم على المتنعم وحق واسطة النعمة، ففي النبوي قال (صلى الله عليه وآله): من آتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا من أنفسكم أنكم قد كافأتموه، انتهى.
وقد اجتمع الحقان لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) فإن ما ينتفع به أهل كل زمان إنما هو ببركة إمام زمانهم (عليه السلام)، ويدل على ما ذكرنا ما في زيارة الجامعة: (وأولياء النعم).
- وما في الكافي (2) عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن الله خلقنا، فأحسن خلقنا، وصورنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدل عليه، وخزانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار، وأينعت الثمار، وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء، وينبت عشب الأرض، وبعبادتنا عبد الله، ولولا نحن ما عبد الله.

١ - الشورى: ٢٣.
٢ - الكافي: ١ / 144 باب النوادر ح 5.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»