مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٣٦
فانصرف.
فلما كان من الغد، قام فيهم، فقال مثل ذلك، ثم قام عنهم ثم قال مثل ذلك، في اليوم الثالث، فلم يتكلم أحد فقال: أيها الناس إنه ليس من ذهب ولا فضة، ولا مطعم ولا مشرب قالوا: فألقه إذا، قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل علي: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قالوا: أما هذه فنعم.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فوالله ما وفى بها إلا سبعة نفر: سلمان، وأبو ذر، وعمار، والمقداد بن الأسود الكندي، وجابر بن عبد الله الأنصاري، ومولى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يقال له البست (1) وزيد ابن أرقم.
هذا ويأتي في المقدمات الآتية ما يدل على المقصود إن شاء الله تعالى.
المقدمة الثالثة إن للنبي (صلى الله عليه وآله) حق النبوة على الأمة، فيجب عليهم أداء حقه بقدر استطاعتهم فمن لم يؤد فقد ظلم وهذا المطلب غني عن البيان، لأنه من الوضوح بأرفع مكان ضرورة اتفاق ذوي العقول على وجوب أداء حق ذي الحق بفطرة عقولهم، ولا ريب أيضا في أن أعظم الناس حقا هو الرسول (صلى الله عليه وآله)، الباعث على فكاك رقابهم من النار كما لا يخفى على أهل الاعتبار، فيجب أن يكون اهتمامهم في أداء حقه آكد من غيره.
ونكتفي في هذا المقام بذكر خبر شريف مروي في غاية المرام (2) من طريق العامة.
- إن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): أخرج فناد ألا من ظلم أجيرا أجرته فعليه لعنة الله، ألا من تولى غير مواليه فعليه لعنة الله، ألا من سب أبويه فعليه لعنة الله فنادى بذلك.
فدخل عمر وجماعة على النبي (صلى الله عليه وآله) وقالوا: هل من تفسير لما نادى؟ قال: نعم إن الله يقول: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * فمن ظلمنا فعليه لعنة الله، ويقول:
* (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) * ومن كنت مولاه فعلي مولاه، فمن والى غيره وغير ذريته فعليه لعنة الله، وأشهدكم أنا وعلي أبوا المؤمنين فمن سب أحدنا فعليه لعنة الله.

١ - في نسخة: الكبيت.
٢ - غاية المرام: ٢٠٦ المقصد الثاني باب ٥ ح ٩، الصراط المستقيم: ٢ / 93.
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»