مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٣٧
فلما خرجوا قال عمر: يا أصحاب محمد ما أكد النبي لعلي بغدير خم ولا غيره، أشد من تأكيده في يومنا هذا، قال حسان بن الأرت (1): كان ذلك قبل وفاة رسول الله بتسعة عشر يوما.
المقدمة الرابعة إن الله تعالى جعل أجر نبوته الراجع إلى العباد المودة في القربى، بمقتضى الآية والروايات:
- فمنها: ما في أمالي الصدوق (2) في المجلس 79 (وسنده صحيح) بإسناده عن الرضا (عليه السلام) في حديث طويل، ذكر فيه آيات الاصطفاء، وأنها اثنتا عشرة، إلى أن قال السادسة قول الله جل جلاله: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * وهذه خصوصية للنبي يوم القيامة، وخصوصية للآل دون غيرهم، وذلك أن الله حكى في ذكر نوح في كتابه، يا قوم:
* (لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون) *.
وحكى عز وجل عن هود، أنه قال: * (لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون) * وقال عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله) قل يا محمد * (لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * ولم يفرض الله مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا، ولا يرجعون إلى ضلال أبدا.
وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل، فيكون بعض أهل بيته عدوا له، فلا يسلم قلب الرجل له، فأحب الله عز وجل أن لا يكون في قلب رسول الله على المؤمنين شئ، ففرض عليهم مودة ذوي القربى فمن أخذ بها وأحب رسول الله وأحب أهل بيته لم يستطع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يبغضه ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته فعلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يبغضه

١ - كان نسخة غاية المرام حسان بن الأرت كما نقلنا ويحتمل أن يكون الصحيح خباب بدل حسان والله العالم (لمؤلفه)، في الصراط المستقيم خباب بن الأرت: ٢ / ٩٤.، وفي مصباح الهداية للسيد علي البهبهاني حسان ص 175.
2 - الأمالي للشيخ الصدوق: 315.
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»