مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٣١
اجتهادا، وأقرب إلى الله حبا، وأعظم عند الله شأنا، وأرفع جاها من مولاك صاحب الزمان (عليه السلام)؟ فأكثر الدعاء لمولاك حتى يستجيب الله ببركته دعاك.
الوجه الثامن: أنه قد تقدم ويأتي أن من فوائد الدعاء لظهوره وتعجيل فرجه كمال الإيمان، وقوة اليقين، والنجاة من وساوس المشككين والمضلين، وذلك من الأسباب المقتضية لإجابة الدعاء كما أن ضعف اليقين والشك في أصول الدين مانع عن الإجابة فإذا كان العبد مواظبا في الدعاء لمولاه (عليه السلام) قوي يقينه وكمل إيمانه وإذا قوي يقينه، وكمل إيمانه رزقه الله تعالى الإجابة.
- ويدل على ذلك ما رواه ثقة الإسلام الكليني (ره) (1) في الموثق كالصحيح عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) (يعني الباقر والصادق صلوات الله عليهما) قال: قلت: إنا لنرى الرجل له عبادة واجتهاد وخشوع، ولا يقول بالحق، فهل ينفعه ذلك شيئا؟ فقال (عليه السلام): يا محمد إن (2) مثل أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل، كان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلا دعا فأجيب وإن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة، ثم دعا فلم يستجب له فأتى عيسى ابن مريم، على نبينا وآله وعليه السلام يشكو إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء.
قال (عليه السلام) فتطهر عيسى (عليه السلام) وصلى، ثم دعا الله عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه: يا عيسى، إن عبدي أتاني من غير الباب الذي أؤتى منه إنه دعاني وفي قلبه شك منك فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتثر (3) أنامله ما استجبت له.
قال: فالتفت إليه عيسى (عليه السلام) فقال: تدعو ربك وأنت في شك من نبيه؟ فقال يا روح الله وكلمته، قد كان والله ما قلت، فادع الله أن يذهب به عني. قال: فدعا له عيسى صلى الله عليه فتاب الله عليه وقبل منه وصار في حد أهل بيته.
الوجه التاسع: ما ذكره المجلسي (ره) في مرآة العقول (4) في سر حجب الدعاء بدون الصلاة على محمد وآله، قال: إن المقصود من إيجاد الثقلين وسائر الموجودات، والقابل من

١ - الكافي: ٢ / 200 / ح 9.
2 - في نسخة: إنما.
3 - في نسخة: تنثر.
4 - مرآة العقول: 2 / 447 باب الصلاة على محمد وآله.
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»