- ومنها: ما في الوسائل (1) مسندا عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث، قال: عليك بالدعاء لإخوانك بظهر الغيب، فإنه يهيل الرزق - قالها ثلاثا -.
- وفيه (2) أيضا مسندا عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن دعاء المؤمن لأخيه بظهر الغيب مستجاب، ويدر الرزق، ويدفع المكروه.
- وفيه (3) بإسناده عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال الدعاء لأخيك بظهر الغيب يسوق إلى الداعي الرزق ويصرف عنه البلاء ويقول له الملك ولك كمثل ذلك.
أقول: هذه الأحاديث تدل على حصول هاتين الفائدتين بالدعاء لكل مؤمن غائب أفتعرف أيها العاقل مؤمنا أكمل إيمانا من مولاك صاحب الزمان الذي معرفته علة تامة لحصول الإيمان فبادر بالدعاء له في كل آن.
المكرمة الثامنة عشرة غفران الذنوب - ويدل على ذلك مضافا إلى أنه مقتضى شفاعة خاتم النبيين وخاتم الوصيين ما في تفسير الإمام (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله). قال: والذي بعثني بالحق نبيا إن رجلا من شيعتنا يكون له ذنوب وخطايا أعظم من جبال أحد ومن الأرض والسماء كلها بأضعاف كثيرة، فما هو إلا أن يتوب ويجدد على نفسه ولايتنا أهل البيت إلا كأن قد ضرب بذنوبه الأرض أشد من ضربة عمار هذه الصخرة بالأرض الخبر.
أقول: الظاهر أن تجديد الولاية هو إظهار ما يدل على التزام الإنسان بولاية الأئمة الطاهرين (عليهم السلام)، وانقياده لهم، وركونه إليهم، ولا ريب أن ذلك يحصل بالدعاء لفرج مولانا صاحب الزمان، وطلب ظهوره من الخالق المنان لأنه كاشف عن الانتظار لفرجهم وعلامة للالتزام بولايتهم وإلا فأصل الاعتقاد القلبي غني عن التجديد. وإن كان قابلا للمزيد وما ذكرناه واضح لمن ألقى السمع وهو شهيد.