مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٣٠٧
في نفسي الدعاء له.
فلما صار بإزائي أقبل بوجهه علي، ثم قال استجاب الله دعاءك، وطول عمرك، وكثر مالك وولدك فارتعدت من هيبته ووقعت بين أصحابي. فسألوني: ما شأنك؟ فقلت: خيرا، ولم أخبر بذلك مخلوقا، ثم انصرفنا بعد ذلك إلى أصفهان ففتح الله علي بدعائه وجوها من المال، حتى أنا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم، سوى مالي خارج داري، ورزقت عشرة من الأولاد، وقد مضى لي من العمر نيفا وسبعين سنة وأنا أقول بإمامة ذلك الرجل، الذي علم ما كان في نفسي، واستجاب الله دعاءه في أمري.
أقول: فانظر أيها العاقل، كيف كافى مولانا الهادي (عليه السلام) دعاء ذلك الرجل بسبب الإحسان ذلك بأن دعا له بما عرفت مع كونه خارجا حينئذ عن زمرة أهل الإيمان. أفترى من نفسك في حق مولانا صاحب الزمان، أن لا يذكرك بدعاء الخير إذا دعوت له، مع كونك من أهل الإيمان! لا والذي خلق الإنس والجان بل هو يدعو لأهل الإيمان وإن كانوا غافلين عن هذا الشأن، لأنه ولي الإحسان، وحسبك للدليل والبرهان ما ذكرناه في الباب الرابع، في حرف الدال وفيه كفاية لأهل الإقبال.
ومما يؤيد ما ذكرناه في هذا المقام ما ذكره بعض إخواني الصالحين الكرام أنه رأى الإمام (عليه السلام) في المنام فقال (عليه السلام) له إني أدعو لكل مؤمن يدعو لي بعد ذكر مصائب سيد الشهداء في مجالس العزاء، نسأل الله التوفيق لذلك إنه سميع الدعاء.
المكرمة الحادية عشرة الفوز بشفاعته صلوات الله عليه في يوم القيامة وتحقيق المرام في هذا المقام، يستدعي ذكر أمور:
الأول: في معنى الشفاعة.
الثاني: إثبات الشفاعة.
الثالث: الإشارة إلى الشفعاء يوم القيامة.
الرابع: من يستحق الشفاعة.
الخامس: كون الدعاء بتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) سببا للفوز بشفاعته صلوات
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»