مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٤٩
- وفي آخر عنه (1) (صلى الله عليه وآله) قال: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف ثم أدرك الدجال لم يضره، ومن حفظ خواتيم سورة الكهف كانت له نورا يوم القيامة.
حرف الكاف: كمالاته (عليه السلام) إذا سمعت أن رجلا متصفا بكمال بل كمالات ابتلي ببلية بل بليات بعثك عقلك إلى نصره، والقيام بفكه من أسره، ولو لم تقدر على ذلك لابتدرت إلى الدعاء له بالفرج والخلاص مراعيا له بالشفقة والإخلاص، إذا عرفت ذلك، فنقول: إن مولانا صاحب الزمان قد حاز أطراف الكمال، ونال غاية الشرف والجلال والجمال وهو مع ذلك مبتلى ببليات من أهل الضلال، وبعيد عن الدار والأهل والعيال، وهذا واضح لمن نشط عن العقال، وراقب جانب الاعتدال أما عظمة مصائبه (عليه السلام) فبمقدار عظمته، وأما عظم كمالاته فيكل اللسان عن صفته، وتحسر العقول عن كنه معرفته ولعلك إذا نظرت في حذافير هذا الكتاب، اهتديت إلى هذا الباب، وارتويت من هذا الشراب، ونزيدك هنا في بيان أنه مجمع كمالات الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ومظهر صفاتهم:
- ما رواه الشيخ الأجل، محمد بن الحر العاملي (ره) في كتاب إثبات الهداة (2) بالنصوص والمعجزات، عن كتاب إثبات الرجعة، للفضل بن شاذان (ره) أنه روى بإسناد صحيح، عن الصادق (عليه السلام)، أنه قال: ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء إلا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في يد قائمنا لإتمام الحجة على الأعداء. إنتهى، ونعم ما قيل: آنچه خوبان همه دارند توتنها داري.
- ويدل على المقصود أيضا ما رواه الفاضل العلامة المجلسي (ره) في البحار (3) عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رواية المفضل (رض) قال وسيدنا القائم مسند ظهره إلى الكعبة، ويقول:
يا معشر الخلائق، ألا ومن أراد أن ينظر إلى آدم وشيث فها أنا ذا آدم وشيث، ألا ومن أراد أن ينظر إلى نوح وولده سام، فها أنا ذا نوح وسام، ألا ومن أراد أن ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل، فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل. ألا ومن أراد أن ينظر إلى موسى ويوشع، فها أنا ذا موسى

١ - مجمع البيان: ٦ / ٤٤٧.
٢ - إثبات الهداة: ٧ / ٣٥٧ / ح ١٣٧.
٣ - بحار الأنوار: ٥٣ / 9.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»