مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٢٤
في السماء عاذر، ولا في الأرض ناصر، فعند ذلك يبعث الله قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) في عصبة لهم، أدق في أعين الناس من الكحل، فإذا خرجوا بكى لهم الناس، لا يرون إلا أنهم يختطفون يفتح الله لهم مشارق الأرض ومغاربها، ألا وهم المؤمنون حقا، ألا إن خير الجهاد في آخر الزمان.
أقول: يدل على أن التشبيه بالكحل من جهة القلة قوله: لا يرون إلا أنهم يختطفون أي يستلبون من جهة قلتهم.
- ويدل على هذا المعنى ويؤيده ما في البحار (1) عن أمير المؤمنين (عليه السلام): أصحاب المهدي شباب لا كهول فيهم، إلا مثل كحل العين، والملح في الزاد، وأقل الزاد الملح.
- ويدل على غربته بالمعنيين جميعا قول أمير المؤمنين في الحديث المروي في كمال الدين (2) قال (عليه السلام): صاحب هذا الأمر الشريد الطريد الفريد الوحيد.
- وفيه (3) عن داود بن كثير الرقي، قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن صاحب هذا الأمر، قال (عليه السلام): هو الطريد الوحيد، الغريب الغائب عن أهله، الموتور بأبيه (عليه السلام).
غلبة المسلمين بظهوره (عليه السلام) مر في حياة الأرض به وفي إحياء دين الله وإعلاء كلمة الله ما يدل على ذلك ويأتي في قتل الكافرين ما يدل عليه.
- وفي المحجة (4) عن زرارة قال: قال أبو جعفر: * (قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة) * حتى لا يكون مشرك ويكون الدين كله لله (5)، فقال (عليه السلام): لم يجئ تأويل هذه الآية ولو قد قام قائمنا بعد، سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية، وليبلغن دين محمد ما بلغ الليل، حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض، كما قال الله.

١ - بحار الأنوار: ٥٢ / ٣٣٣ باب ٢٧ ذيل ٦٣.
٢ - إكمال الدين: ١ / ٣٠٣ باب ٢٦ ذيل ١٣.
٣ - إكمال الدين: ٢ / ٣٦١ باب ٣٤ ذيل ٤١.
٤ - بحار الأنوار: ٥١ / ٥٥ / ح ٤١.
٥ - سورة التوبة: ٣٦.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»