إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٢٧٦
الموت وكربه ولا خرج مرارة طعم الموت من حلقي، فقالوا له: مت أنت على ما نرى، أبيض الرأس واللحية؟ قال: لا، ولكن لما سمعت الصيحة: أخرج، اجتمعت تربة عظامي إلى روحي فنفثت فيه فخرجت فزعا شاخصا بصري مهطعا إلى صوت الداعي فابيض لذلك رأسي ولحيتي. فانظر وتصور إذا جاز أن يحيي الله تعالى الموتى بدعاء أولاد الملوك المتعبدين فكيف يجوز إنكار إحياء الموتى بدعاء أولاد أشرف الأنبياء الأئمة المعصومين والهداة الطاهرين (1).
الخبر الثالث: وعن الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سئل: هل كان عيسى ابن مريم (عليه السلام) أحيى أحدا بعد موته حتى كان له أكل ورزق ومدة وولد؟ فقال: نعم إنه كان له صديق مواخ له في الله تبارك وكان عيسى يمر به وينزل عليه وأن عيسى غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه فخرجت إليه أمه فسألها عنه فقالت: مات يا رسول الله، قال: أفتحبين أن ترينه؟ قالت:
نعم، فقال لها: فإذا كان غدا فآتيك حتى أحييه لك بإذن الله تبارك وتعالى، فلما كان من الغد أتاها فقال لها: انطلقي معي إلى قبره فانطلقا حتى أتيا قبره فوقف عليه عيسى ثم دعا الله عز وجل فانفرج القبر وخرج ابنها حيا، فلما رأته أمه ورآها بكيا فرحمها عيسى (عليه السلام) فقال له عيسى: أتحب أن تبقى مع أمك في الدنيا؟ فقال: يا نبي الله بأكل ورزق ومدة أم بغير أكل ولا رزق ولا مدة؟ فقال عيسى: بأكل ورزق ومدة تعمر عشرين سنة وتزوج ويولد لك، قال: نعم إذا، قال: فدفعه عيسى إلى أمه فعاش عشرين سنة وولد له (2).
الخبر الرابع: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر عيسى ابن مريم على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها قال: أما إنهم لم يموتوا إلا بغتة ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا، فقال الحواريون:
يا روح الله وكلمته ادع الله أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالها فنجتنبها، فدعا عيسى ربه فنودي من الجو أن نادهم فقام عيسى (عليه السلام) بالليل على شرف من الأرض فقال: يا أهل هذه القرية فأجابه منهم مجيب: لبيك يا روح الله وكلمته، فقال: ويحكم ما كانت أعمالكم؟ قال:
عبادة الطاغوت وحب الدنيا مع خوف قليل وأمل بعيد وغفلة في لهو ولعب فقال: كيف كان حبكم للدنيا؟

١ - البحار: ٦ / ١٧١ ح ٤٨.
٢ - الكافي: ٨ / 337 ح 532.
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»