إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٢٧٢
قالا: نعم من أوجدك وآلهتك فقال حتى أنظر في أمركما فتبعهما الناس وضربوهما وقيل حبسا ثم بعث عيسى شمعون فدخل متنكرا وعاشر حاشية الملك حتى استأنسوا به ورفعوا خبره إلى الملك فأنس به فقال له ذات يوم: بلغني أنك حبست رجلين فهل سمعت ما يقولانه؟ قال: لا حال الغضب بيني وبين ذلك فدعاهما فقال شمعون: من أرسلكما؟ قالا:
الله الذي خلق كل شئ وليس له شريك فقال: صفاه وأوجزا قالا: يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد قال: وما آتاكما؟
قالا: ما يتمنى الملك فدعا بغلام مطموس العين فدعوا الله حتى انشق له بصر وأخذا بندقتين فوضعاهما في حدقتيه فكانتا مقلتين ينظر بهما فقال له شمعون: أرأيت لو سألت إلهك حتى يصنع مثل هذا فيكون لك وله الشرف؟ فقال: ليس عندك سر إن إلهنا لا يبصر ولا يسمع ولا يضر ولا ينفع وكان شمعون يدخل معهم الصنم فيصلي ويتضرع ويحسبون أنه منهم ثم قال: إن قدر إلهكم على إحياء ميت آمنا به فدعوا لغلام مات من سبعة أيام فقام وقال: إني أدخلت في سبعة أودية من النار وأنا أحذركم ما أنتم فيه فآمنوا وقال: فتحت أبواب السماء فرأيت شابا حسن الوجه يشفع لهؤلاء الثلاثة قال الملك: ومن هم؟
قال: شمعون وهذان فتعجب الملك، فلما رأى شمعون أن قوله قد أثر فيه نصحه فآمن وآمن قومه، ومن لم يؤمن صاح عليهم جبرائيل فهلكوا. وفي تفسير علي بن إبراهيم ذلك باختلاف يسير (1).
الآية السادسة عشرة: قوله تعالى في سورة الشورى: * (أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحي الموتى) * إلى قوله جل ذكره: * (وإليه أنيب) * (2) وعن البحار وفي تفسير البرهان أن جماعة من اليمن أتوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: نحن من بقايا الملل المتقدمة من آل نوح وكان لنبينا وصي اسمه سام وأخبر في كتابه أن لكل نبي معجزا وله وصي يقوم مقامه فمن وصيك؟ فأشار عليه وآله السلام بيده نحو علي (عليه السلام)، فقالوا: يا محمد إن سألناه أن يرينا سام بن نوح فيفعل، فقال: نعم بإذن الله وقال: يا علي قم معهم إلى داخل المسجد واضرب

١ - بحار الأنوار عن الثعلبي: ١٤ / ٢٦٦ وتفسير القمي: ١ / ٩٣.
٢ - سورة الشورى: ٩ - 10.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»