إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٢٧٩
انطلق إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره بصنيعها فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل صابرة بني إسرائيل، فقيل: يا رسول الله ما كان من خبرها؟ فقال: كان في بني إسرائيل امرأة وكان لها زوج ولها منه غلامان فأمرها بطعام ليدعو عليه الناس ففعلت، واجتمع الناس في داره فانطلق الغلامان يلعبان فوقعا في بئر كانت في الدار فكرهت أن تنغص على زوجها الضيافة فأدخلتهما البيت وسجتهما بثوب، فلما فرغوا دخل زوجها فقال: أين ابناي؟ قالت: هما في البيت وإنما كانت تمسحت بشئ من الطيب وتعرضت للرجل حتى وقع عليها، ثم قال: أين ابناي؟
قالت: هما في البيت فناداهما أبوهما فخرجا يسعيان فقالت المرأة: سبحان الله والله لقد كانا ميتين ولكن الله أحياهما ثوابا لصبري (1).
الخبر الثامن: في الدمعة عن قصص الأنبياء للقطب الراوندي عن ابن عباس قال: بعث الله جرجيس إلى ملك بالشام يقال له واذانه يعبد صنما فقال له: أيها الملك اقبل نصيحتي، لا ينبغي للخلق أن يعبدوا غير الله تعالى ولا يرغبوا إلا إليه فقال له الملك: من أي أرض أنت؟
قال: من الروم قاطنين بفلسطين فأمر بحبسه ثم مشط جسده بأمشاط من حديد حتى تساقط لحمه ونضح جسده بالخل ودلكه بالمسوح الخشنة ثم أمر بمكاوي من حديد تحمى فيكوى بها جسده ولما لم يقتل أمر بأوتاد من حديد فوقذت في رأسه فسال منها دماغه وأمر بالرصاص فاذيب وصب على أثر ذلك ثم أمر بسارية من حجارة كانت في السجن لم ينقلها إلا ثمانية عشر رجلا فوضعت على بطنه، فلما أظلم الليل وتفرق عنه الناس رآه أهل السجن وقد جاءه ملك فقال له: يا جرجيس إن الله جلت عظمته يقول اصبر وأبشر ولا تخف إن الله معك يخلصك وإنهم يقتلونك أربع مرات في كل ذلك أدفع عنك الألم والأذى، فلما أصبح الملك دعاه فجلده على السياط على الظهر والبطن ثم رده إلى السجن ثم كتب إلى أهل مملكته أن يبعثوا إليه بكل ساحر فبعثوا، والساحر استعمل كل ما قدر عليه من السحر فلم يعمل فيه ثم عمد إلى سم فسقاه فقال جرجيس: بسم الله الذي

(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»