إلى الملك، فلما رآه الناس عجبوا منه فجاءته امرأة وقالت: أيها العبد الصالح كان لنا ثور نعيش به فمات فقال لها جرجيس: خذي عصاي هذه فضعيها على ثورك وقولي: إن جرجيس يقول: قم بإذن الله ففعلت فقام حيا فآمنت بالله، فقال الملك إن تركت هذا الساحر أهلك قومي فاجتمعوا كلهم أن يقتلوه فأمر به أن يخرج ويقتل بالسيف فقال جرجيس لما أخرج: لا تعجلوا علي، اللهم إن أهلكت أنت عبدة الأوثان أسألك أن تجعل اسمي وذكري صبرا لمن يتقرب إليك عند كل هول وبلاء ثم ضربوا عنقه ومات ثم أسرعوا إلى القرية فهلكوا كلهم (1).
الخبر التاسع: في الدمعة عن أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليه السلام) إنه قال للمتوكل:
اعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما حج حجة الوداع فنزل بالأبطح بعد فتح مكة فلما جن عليه الليل أتى القبور قبور بني هاشم وقد ذكر أباه وأمه وعمه أبا طالب (عليه السلام) فدخله حزن عظيم عليهم ورقد فأوحى الله إليه أن الجنة محرمة على من أشرك بي وأني أعطيك يا محمد ما لم أعطه أحدا غيرك فادع أباك وأمك وعمك فإنهم يجيبونك ويخرجون من قبورهم أحياء لا يمسهم عذابي كرامتك علي فادعهم إلى الإيمان بالله وإلى رسالتك وموالاة أخيك علي والأوصياء منه إلى يوم القيامة فيجيبونك ويؤمنون بك فأهب لك كل ما سألت وأجعلهم ملوك الجنة كرامة لك يا محمد، فرجع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: قم يا أبا الحسن فقد أعطاني ربي هذه الليلة ما لم يعطه أحدا من خلقه في أبي وأمي وأبيك عمي، وحدثه بما أوحى الله إليه وخاطبه به وأخذ بيده وصار إلى قبورهم ودعاهم إلى الإيمان بالله وبرسوله وبأمير المؤمنين والأئمة منه واحدا بعد واحد إلى يوم القيامة، فقال لهم رسول الله: عودوا إلى الله ربكم وإلى الجنة فقد جعلكم الله ملوكها فعادوا إلى قبورهم صلوات الله عليهم...
الخبر، كذا في تفسير علي بن إبراهيم باختلاف يسير (2).
الخبر العاشر: عن الخرايج كان لبعض الأنصار عناق فذبحها وقال لأهله اطبخوا بعضا واشووا بعضا فلعل رسولنا يشرفنا ويحضر بيتنا الليلة ويفطر عندنا وخرج إلى المسجد وكان