إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٢٧٣
برجلك الأرض عند المحراب فذهب علي (عليه السلام) وبأيديهم صحف إلى أن دخل المسجد فصلى ركعتين ثم قام وضرب برجله الأرض فانشقت الأرض وظهر لحد وتابوت فقام من التابوت شيخ يتلألأ وجهه مثل القمر ليلة البدر وينفض التراب من رأسه وله لحية إلى سرته وصلى على علي وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله سيد المرسلين وأنك علي وصي محمد، سيد الوصيين وأنا سام بن نوح فنشروا أولئك صحفهم فوجدوه كما وصفوه في الصحف ثم قالوا: نريد أن يقرأ من صحفه سورة فأخذ في قراءته حتى تمم السورة ثم سلم على علي (عليه السلام) ونام كما كان فانضمت الأرض وقالوا بأسرهم: إن الدين عند الله الإسلام وآمنوا وأنزل الله * (أم اتخذوا من دونه أولياء) * (1).
الآية السابعة عشرة: قوله تعالى في سورة الزخرف: * (واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) * (2).
عن الكافي عن أبي الربيع قال: حججنا مع أبي جعفر (عليه السلام) في السنة التي كان حج فيها هشام بن عبد الملك وكان معه نافع مولى عمر بن الخطاب إلى أن قال: فجاء نافع حتى اتكأ على الناس ثم أشرف على علي بن جعفر (عليه السلام) فقال: يا محمد بن علي إني قرأت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وقد عرفت جلالها وقد جئت أسألك عن مسائل لا يجيب فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن نبي قال: فرفع أبو جعفر (عليه السلام) رأسه فقال: سل عما بدا لك، فقال:
أخبرني كم بين عيسى وبين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من سنة؟ فقال (عليه السلام): أخبرك بقولي أو بقولك؟ قال:
أخبرني بالقولين جميعا، قال (عليه السلام): أما في قولي فخمسمائة سنة وأما في قولك فستمائة سنة، قال: فأخبرني عن قول الله عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) * (واسئل من أرسلنا قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) * من الذي سأل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان بينه وبين عيسى خمسمائة سنة؟ قال: فتلا أبو جعفر (عليه السلام) هذه الآية: * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا) * (3) فكان من الآيات التي أراها الله تعالى محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) حين أسرى به إلى بيت المقدس أن حشر الله عز ذكره الأولين والآخرين

(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»