إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٢٤٧
عجائبها أن في وسطها كنيسة عظيمة وفي وسط الكنيسة عامود من الحديد الصيني وعليه تابوت من نحاس أحمر وفيه سودانية (1) وهي زرزواه في منقارها زيتونة وفي مخلبيها زيتونتان من نحاس فإذا كان أيام الزيتون لم يبق في الدنيا سودانية على وجه الأرض إلا جاء وفي منقارها زيتونة وفي مخلبيها زيتونتان فتأتي به فتلقيه في التابوت فمنه يأكلون ومنه يأدمون ومنه يوقدون من السنة إلى السنة من زيته، وفيها من العجائب ما يطول ذكره في هذا المقام، انتهى.
وليعلم أن هذا المذكور نبذة يسيرة عن عجائبها وقطرة من غزير بحر غرائبها ومن أعطى التأمل حقه في هذه الصفات وهذه الحصون المحكمة والسمات والطلاسيم التي تمنع الغريب عن دخولها وتبعد من أراد الدنو من غير أهلها ونظر في صعوبة مالكها وقوة ممالكها عرف أن فتحها ليس إلا بنصر إلهي رباني وتأييد سماوي سبحاني، ولا يتيسر بطول الحصار والقتال ولا بقوة الحيل وكثرة الخيل والرجال ومع ذلك أن المهدي (عج) إنما يفتحها بالتسبيح والتكبير لذي الجلال من غير قتال فيكون ذلك من المعاجز الجليلة الخارجة عن قوة الطاقة البشرية (2).
وعن عقد الدرر أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق فإذا جاؤوها نزلوا عليها فلم يقاتلوها بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط حائطها الذي في البحر ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فتفتح لهم فيغنمون، فبينا هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقالوا: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شئ ويرجعون (3).
وفي غيبة النعماني عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا قام القائم (عج) في أقاليم الأرض في كل إقليم رجل يقول: عهدك في كفك فإذا ورد عليك ما لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى

١ - في بعض النسخ: سودائية.
٢ - مجمع النورين: ٣١٩، وعقد الدرر: ١٢٧، والبحار: ٥٧ / ٢٣٩ بتفاوت.
٣ - كنز العمال: ١٤ / 305 ح 38775 والمستدرك للحاكم: 4 / 476.
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»