إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ١١٤
الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه: هذا مؤمن حقا وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه:
هذا كافر حقا، حتى أن المؤمن لينادي الويل لك يا كافر وأن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن، وددت أني اليوم مثلك فأفوز فوزا عظيما. ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله عز وجل بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
ثم قال (عليه السلام): لا تسألوني عما يكون بعد ذلك فإنه عهد إلي حبيبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا أخبر به غير عترتي، فقال النزال بن سبرة لصعصعة: ما عنى أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا القول؟ فقال صعصعة:
يا بن سبرة إن الذي يصلي خلف عيسى بن مريم وهو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن والمقام فيطهر الأرض ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد أحدا، فأخبر أمير المؤمنين (عليه السلام) أن حبيبه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عهد إليه أن لا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمة. وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يتبع الدجال من أمتي سبعون ألفا عليهم السيجان (1).
(وفيه) عن أسماء بنت يزيد قالت: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيتي فذكر الدجال فقال: إن بين يديه ثلاث سنين: سنة تمسك السماء فيها ثلث قطرها والأرض ثلث نباتها والثانية تمسك السماء ثلثي قطرها والأرض ثلثي نباتها والثالثة تمسك السماء قطرها كله والأرض نباتها كله فلا تبقى ذات ظلف ولا ذات خرس من البهائم إلا هلك، وإن من أشد فتنته أنه يأتي الأعرابي يقول: أرأيت إن أحييت لك إبلك، ألست تعلم أني ربك؟ فيقول: بلى، فيمثل له نحو إبله كأحسن ما يكون ضروعا وأعظمه أسنمة قال: ويأتي الرجل قد مات أخوه ومات أبوه فيقول: أرأيت إن أحييت لك أباك وأخاك ألست تعلم أني ربك؟ فيقول: بلى فيمثل له الشياطين نحو أبيه ونحو أخيه قالت: ثم خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لحاجته ثم رجع والقوم في اهتمام وغم مما حدثهم قالت: فأخذ بلحمتي الباب فقال:
ميهم يا أسماء قلت: يا رسول الله لقد خلعت أفئدتنا بذكر الدجال قال: إن يخرج وأنا حي فأنا حجيجه وإلا فإن ربي خليفتي على كل مؤمن، فقلت: يا رسول الله والله إنا لنعجن عجيننا

1 - كمال الدين: 527 باب حديث الدجال.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»