والمقام يبايع الناس على كتاب جديد، على العرب شديد، قال: وويل للعرب من شر قد اقترب (1).
(وفيه) عنه (عليه السلام): أن أمير المؤمنين (عليه السلام) حدث عن أشياء تكون بعده إلى قيام القائم فقال الحسين (عليه السلام): يا أمير المؤمنين متى يطهر الله الأرض من الظالمين؟
فقال (عليه السلام): لا يطهر الله الأرض من الظالمين حتى يسفك الدم الحرام ثم ذكر بني أمية وبني العباس في حديث طويل ثم قال: إذا قام القائم بخراسان وغلب على أرض كرمان والملتان وحاز جزيرة بني كلوان وقام منا قائم بجيلان وأجابته الإبر والديلم وظهرت لولدي رايات الترك متفرقات في الأقطار والخبات وكانوا بين هنات وهنات، إذا خربت البصرة وقام أمير الأمراء بمصر إلى أن قال: إذا جهزت الألوف وصفت الصفوف وقتل الكبش الخروف، هناك يقوم الآخر ويثور الثائر ويهلك الكافر ثم يقوم القائم المأمول والإمام المجهول له الشرف والفضل، وهو من ولدك يا حسين لا ابن مثله يظهر بين الركنين في دريسين بآليين يظهر على الثقلين ولا يترك في الأرض دمين، طوبى لمن أدرك زمانه ولحق أوانه وشهد أيامه (2).
(وفيه) عن بشر بن أبي أراكة النبال قال: لما قدمت المدينة انتهيت إلى منزل أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فإذا أنا ببغلة مسرجة بالباب فجلست حيال الدار فسلمت عليه فنزل عن البغلة وأقبل نحوي فقال لي: ممن الرجل؟ فقلت: من أهل العراق فقال: من أيها؟ قلت: من أهل الكوفة فقال: من صحبك في هذا الطريق؟ قلت: قوم من المحدثة فقال: وما المحدثة؟ قلت:
المرجئة، فقال: ويح هذه المرجئة إلى من يلجأون غدا إذا قام قائمنا؟ قلت: إنهم يقولون: لو كان ذلك كنا نحن وأنتم في العدل سواء فقال: من تاب تاب الله عليه ومن أسر نفاقا فلا يبعد الله غيره ومن أظهر شيئا أحرق دمه ثم قال: يذبحهم والذي نفسي بيده كما يذبح القصاب شاته وأومى بيده إلى حلقه قلت: إنهم يقولون: إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفوا ولا يهرق محجمة دم فقال: كلا والذي نفسي بيده لو استقامت لأحد عفوا لاستقامت لرسول الله حين أدميت رباعيته وشج في وجهه، كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم