إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٣٥
فقل للشيعة يأكلون التمر ويغرسون النوى ويراعونه حتى يثمر فإذا أثمر خرجت عنهم، فحمد الله وأثنى عليه فعرفهم ذلك فاستبشروا به، فأكلوا التمر وغرسوا النوى وراعوه حتى أثمر، ثم صاروا إلى نوح بالثمر وسألوه أن ينجز لهم بالوعد، فسأل الله عز وجل في ذلك فأوحى الله إليه: قل لهم: كلوا هذه التمر واغرسوا النوى فإذا أثمر فرجت عنكم، فلما ظنوا أن الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث وثبت الثلثان، فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحا فأخبروه وسألوه أن ينجز لهم الوعد، فسأل الله عز وجل في ذلك فأوحى الله إليه: قل لهم: كلوا هذه الثمرة واغرسوا النوى، فارتد الثلث الآخر وبقي الثلث، فأكلوا التمر وغرسوا النوى فلما أثمر أتوا به نوحا (عليه السلام) فقالوا: لم يبق منا إلا القليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخر الفرج أن نهلك، فصلى نوح (عليه السلام) فقال: يا رب لم يبق من أصحابي إلا هذه العصابة، وإني أخاف عليهم الهلاك إن تأخر عنهم الفرج، فأوحى الله عز وجل إليه قد أجبت دعاك فاصنع الفلك، وكان بين إجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة (1).
وفي إثبات الهداة عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: إن للقائم (عج) منا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى - إلى أن قال: وأما الأخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به، فلا يثبت عليه إلا من قوي يقينه وصحت معرفته، ولم يجد في نفسه حرجا مما قضينا وسلم لنا أهل البيت (2).
وفي العوالم: والذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض وحتى يسمي بعضكم بعضا كذابين (3).
وفي غيبة النعماني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لتكسرن تكسر الزجاج وإن الزجاج ليعاد فيعود، والله لتكسرن تكسر الفخار وإن الفخار ليتكسرن ولا يعود كما كان، ووالله لتغربلن ووالله لتميزن ووالله لتمحصن حتى لا يبقى منكم إلا الأقل، وصفر كفه (4).
فتبينوا يا معشر الشيعة هذه الأحاديث المروية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن بعده الأئمة واحذروا ما حذروكم وتأملوا ما جاء عنهم تأملا شافيا وتفكروا فيه تفكرا، فلو لم يكن في

1 - كمال الدين: 133 ح 2 باب 2.
2 - إثبات الهداة: 3 / 467 ح 128 باب 32، وكمال الدين: 324.
3 - غيبة النعماني: 26.
4 - غيبة النعماني: 208 ح 13 باب 12.
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»