إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٣٩
الشمس؟ قلت: نعم، فقال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس (1).
(وفيه) عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن للغلام غيبة قبل أن يقوم، قلت:
فلم؟ قال: يخاف، وأومى بيده - يعني القتل - إلى بطنه، ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر وهو الذي يشك في ولادته منهم من يقول: مات أبوه بلا خلف، ومنهم من يقول: حمل، ومنهم من يقول: إنه ولد قبل موت أبيه بسنتين وهو المنتظر، غير أن الله يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون. يا زرارة قلت: جعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شئ أعمل؟ قال: يا زرارة إذا أدركت ذلك الزمان فادع بهذا الدعاء: اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني، ثم قال (عليه السلام): يا زرارة لا بد من قتل غلام بالمدينة، قلت: جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني؟ قال: لا، ولكن يقتله جيش آل بني فلان، أي بني الحسن، يجئ حتى يدخل المدينة فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا قتله بغيا وعدوانا وظلما لا يمهلون فعند ذلك توقع الفرج إن شاء الله (2).
(وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام): ليفقد (3) الناس إمامهم، يشهد الموسم - أي موسم الحج - فيراهم ولا يرونه (4).
عن الأصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجدته متفكرا ينكت في الأرض فقلت: يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض، رغبة منك فيها؟ فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، يكون له غيبة وحيرة، تضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون. فقلت: يا أمير المؤمنين وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين، فقلت: وإن هذا لكائن؟ قال: نعم، كما أنه مخلوق، وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ؟ أولئك خيار هذه الأمة مع خيار أبرار هذه العترة.
فقلت: ثم ما يكون بعد ذلك؟ فقال: ثم يفعل الله ما يشاء فإن له بداءات وإرادات وغايات

١ - الكافي: ١ / ٣٣٦ ح ٣، والبحار: ٥٢ / ٢٨١ ح ٩.
٢ - البحار: ٥٢ / ١٤٦ ح ٧٠ والكافي: ١ / 337 ح 5.
3 - في المصدر: يفقد.
4 - كمال الدين: 351 ح 48.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»