إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٤٠
ونهايات (1).
يمكن أن يكون المراد أن آحاد مدة الغيبة هذا القدر، وكان ظهوره في السابع سواء كان مع العشرات أو المئات أو الألوف، ويمكن أن يكون المراد هذا القدر محتوما، وربما يزيده الله تعالى بالبداء ويمكن أن يكون هذا القدر الذي قدره الله تعالى للغيبة الصغرى.
(وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام): للقائم غيبتان: إحداهما قصيرة والأخرى طويلة، والأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه (2).
(وفيه) عنه (عليه السلام): لصاحب هذا الأمر غيبتان: إحداهما يرجع منها إلى أهله والأخرى يقال:
هلك، في أي واد سلك؟ قلت: كيف نصنع إذا كان كذلك؟ قال: إذا ادعاها مدع فاسألوه عن أشياء يخيب فيها مثله (3).
(وفيه) عن أبي حمزة: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال:
لا، فقلت: فولدك؟ فقال: لا، فقلت له: فولد ولدك هو؟ فقال: لا. فقلت: فولد ولد ولدك؟
فقال: لا. فقلت: من هو؟ قال: الذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورا على فترة من الأئمة، إن رسول الله بعث على فترة من الرسل (4).
في غيبة النعماني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأل نوح ربه أن ينزل على قومه العذاب، فأوحى الله إليه أن يغرس نواة من النخل فإذا بلغت وأثمرت وأكل منها أهلك قومه وأنزل عليهم العذاب، فغرس نوح النواة وأخبر أصحابه بذلك فلما بلغت النخلة وأثمرت واجتنى نوح منها وأكل وأطعم أصحابه قالوا له: يا نبي الله، الوعد الذي وعدتنا، فدعا نوح ربه وسأل الوعد الذي وعده فأوحى إليه أن يعيد الغرس ثانية حتى إذا بلغ النخل وأثمر وأكل منه أنزل عليهم العذاب، فأخبر نوح أصحابه بذلك فصاروا ثلاث فرق: فرقة ارتدت وفرقة نافقت وفرقة ثبتت، ففعل نوح، حتى إذا بلغت النخلة وأثمرت وأكل منها وأطعم أصحابه قالوا: يا نبي الله، الوعد الذي وعدتنا، فدعا نوح ربه فأوحى الله إليه أن يغرس ثالثة فإذا بلغ وأثمر

١ - الكافي: ١ / ٣٣٨ ح ٧، والبحار: ٥١ / ١٣٤ ح ١.
٢ - البحار: ٥٣ / ٣٢٤ والكافي: ١ / ٣٤٠ ح ١٩.
٣ - البحار: ٥٣ / ٣٢٤ و: ٥٠ / ٢١ ح ٧ والكافي: ١ / ٣٤٠ ح ٢٠.
٤ - الكافي: ١ / 341، البحار: 51 / 39 ح 19.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»