إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٢٣٤
من يشق الشعر بشعرتين، حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا (1).
(وفيه) عن منصور الصيقل قال: كنت أنا والحارث بن مغيرة وجماعة من أصحابنا جلوسا، وأبو عبد الله يسمع كلامنا فقال لنا: في أي شئ أنتم؟ هيهات هيهات لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد أياس، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد (2).
أقول: والشاهد على كلامه (عليه السلام) حكاية نوح في إكمال الدين عن جعفر بن محمد: لما أظهر الله نبوة نوح وأيقن الشيعة بالفرج واشتدت البلوى وعظمت العزيمة، إلى أن آل الأمر إلى شدة شديدة نالت الشيعة، والوثوب على نوح بالضرب المبرح حتى مكث (عليه السلام) في بعض الأوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام، يجري الدم من أذنه ثم أفاق، وذلك بعد ثلاثمائة سنة من مبعثه، وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا ونهارا فيهربون، ويدعوهم سرا فلا يجيبون، ويدعوهم علانية فيولون، فهم بعد ثلاثمائة سنة بالدعاء عليهم، وجلس بعد صلاة الفجر للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه ثم قالوا: يا نبي الله لنا حاجة. قال: وما هي؟ قالوا: تؤخر الدعاء على قومك فإنها أول سطوة لله عز وجل في الأرض. قال: أخرت الدعاء عليهم ثلاثمائة سنة أخرى.
وعاد إليهم فصنع ما كان يصنع ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى انقضت ثلاثمائة سنة، ويئس من إيمانهم جلس وقت الضحى والنهار للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السادسة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه فقالوا: نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بكرة وجئناك ضحوة، ثم سألوه ما سأله وفد السماء السابعة، فأجابهم مثل ما أجاب أولئك إليه وعاد (عليه السلام) إلى قومه يدعوهم فلا يزيد دعاؤهم إلا فرارا، حتى انقضت ثلاثمائة سنة أخرى فتمت تسعمائة سنة.
فصارت إليه الشيعة وشكوا ما ينالهم من العامة والطواغيت، وسألوه الدعاء بالفرج فأجابهم إلى ذلك وصلى ودعا فهبط جبرئيل فقال له: إن الله تبارك وتعالى أجاب دعوتك

١ - الكافي: ١ / ٣٧٠ ح ٥.
٢ - الكافي: ١ / 370 ح 6.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»