إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٣٥
يزعمون في المسيح الألوهية، فباعتقادهم هو قائلها والمخبر بمجيئه والمبشر لظهوره، فيكون الصاحب غيره، ولا يكون ذلك الغير إلا القائم (عليه السلام) بدلالة لفظ الصاحب لظهوره واقتداره على المخالفين والمعاندين، واستعلائه على الجبابرة الطاغين وتضييقه على الأمراء والسلاطين، فيكون يومئذ على الكفار والمعاندين يوما عبوسا قمطريرا وعذابا صبا، أو المراد ما تقع في القلوب من الخوف والهول والاضطراب بنداء يناديه جبرائيل، وذكره إياه باسمه ونسبه يفزع ويقوم النائم ويجلس القائم ويقوم الجالس لما دهاه من الاضطراب والاندهاش.
والمراد من الظلمة والعجة والأرياح العاصفة ما ورد في الأحاديث مع كسوف الشمس وخسوف القمر يومئذ، وهبوب الريح السوداء حين إتيانه إلى المدينة وامتحانهم في الجبت والطاغوت فيهلكهم جميعا (1)، والمراد من الصيحة العظيمة هي الصيحة التي ترتفع حين ظهوره عند قرص الشمس، فيسمعها أهل السماوات والأرضين: ألا يا أهل العالم هذا مهدي آل محمد (صلى الله عليه وآله)، بايعوه تهتدوا. وقوله: فاضطرب حتى أدعهم يمشون عميانا لأنهم عصوا بالصاحب، فالمعنى أن اضطرابهم يكون من اقتدار الصاحب وسلطنته عليهم وهم خائفون، وفيما هم عليه عمون، ويدل على هذا ما في الفصل الأول والثاني من هذا الكتاب بعيد هذه العبارة أن آمنوا واجتمعوا أيتها الأمة الذليلة الخفيفة قبل انقضاء الفرصة، واتبعوه قبل يوم التعب والانتقام، والمراد من هرق الدماء وسحق الأجساد ما يشير إليه الإمام سيد الشهداء (عليه السلام) في خطبته من إخباره بظهوره، وسله سيف الانتقام في أيام رجعته وأخذ ثأره (2).
البشارة الرابعة والعشرون في سيف الأمة (3) عن يوحنا في الفصل الحادي والعشرين من كتاب ابكليس (4) ما

1 - تقدم ذلك مع مصادره.
2 - راجع معجم أحاديث الإمام المهدي: 3 / 181 أنه (عليه السلام) المنتقم من الظالمين، ومناقب آل أبي طالب:
4 / 85.
3 - سيف الأمة وبرهان الملة في الرد على الغادري النصراني، تأليف ملا أحمد بن مهدي الكاشاني المتوفى 1244 ه‍، طبع بإيران بالفارسية على الطبع الحجري.
4 - لم نجد هذا الكتاب في التوراة.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»