إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٣٤
القلوب حينئذ من الحقد والعدوان، والمعز والذئب في المرعى يرعيان سيان، حتى أن المرأة تخرج بزينتها وحليها من العراق إلى الشام تمشي على أراضي الخضرة المعشوشبة ولا يعارضها أحد، ولا يؤذيها مفترس (1).
والمراد بحركة السماء حركة ملائكتها لنصرته. والمراد من ظلمة الشمس والقمر ظلمتهما خلاف العادة، فظلمة القمر في آخر رمضان، والشمس في نصفه. والمراد من صيحة الصاحب قبالة الجند، إلى آخر الآية والأحاديث المروية في كثرة جنده وكمال شجاعتهم وغاية إطاعتهم له (عليه السلام)، ويومه أيضا يوم عظيم مهول لا يطيق المخالف عليه، وهذا ظاهر لمن له أدنى تتبع في حالاته وأيام ظهوره (2).
البشارة الثالثة والعشرون في حسام الشيعة عن الفصل الأول من كتاب صفنيا النبي من قوله: قرب زمان الصاحب، ويكون ذلك اليوم يوم مر تهرب منه الشجعان ويوم ضيق القلب واضطراب الحال، والظلمة والعجة والرياح العاصفة والصوت العظيم في البلاد المعمورة والأماكن والغرف العالية، فيضطرب الناس فيمشون مشي الأعمى لعصيانهم بالصاحب، وتهرق دماؤهم وتطحن أجسادهم، فلا ينجيهم ذهبهم وفضتهم يوم غضب الصاحب، لأنه حين غضبه تحرق جميع وجه الأرض (3). والنصارى زعموا انطباق هذه العلائم بالمسيح مع أن المعلوم من تواريخهم أن شيئا منها لا يلائم زمانه، وكيف والمذكور في الآية قرب يوم الصاحب. إلى أن يقول:
وذلك لعصيانهم بالصاحب.
ثم قوله: لا ينجيهم ذهبهم وفضتهم يوم غضب الصاحب، واتفقوا على أن المسيح لم يكن غضوبا وما غضب قط، ويظهر من العبارة صحة انطباقه على القائم (عليه السلام) لا غير، وذلك لأنه لا شك في أن المراد بالصاحب غير قائلها المخبر عن وجوده ومجيئه، وأن النصارى

١ - سنن ابن ماجة: ٢ / ١٣٥٩ ح ٤٠٧٧، وعقد الدرر: ١٥٧ باب 7، وإثبات الهداة: 3 / 599 ح 65 باب 32 فصل 2، ومنتخب الأثر: 461 الباب السابع ح 7.
2 - راجع ما تقدم من مصادر في الهوامش السابقة.
3 - العهد القديم، التوراة، كتاب صفنيا، الإصحاح الأول بتفاوت في اللفظ.
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»