المؤمن والكافر فيوسمهم فيعرفون به (1). وسئل رأس الجالوت عن دابة الأرض فقال: إن اسمه إيليا (2). فصدق ما في الأخبار أن خروج إيليا إنما يكون قبل خروج القائم (عليه السلام) بيسير.
البشارة الحادية والعشرون فيه: عن الفصل السابع والثلاثون من كتاب زكيال النبي (3) قوله: إني أجمع أهل الإسلام وألم شعثهم وآتي بهم على الأرض، ويحكم على جميعهم سلطان حاكم، فلا ينقادون بعد ذلك لسلطانين، ولا يذلون ولا يكرهون من سوء اختيارهم وفعالهم وعصيانهم بعبادة الأصنام قط، وسأطهرهم من رجسها، وأنا الله ربهم، وعبدي داود نبيهم وسلطانهم، وينفرد الراعي على جميعهم، فيمشون في حججي ويحفظون أحكامي. ولما كان زكيال هو على اعتقاد النصارى بعد داود بمنزلة داود (عليه السلام) وأبا لسليمان (عليه السلام) فلا يمكن أن يقال المراد هو داود، وكذا لا ينطبق على المسيح من تأويلهم أن المسيح كان يعبر عنه داود (عليه السلام)، لأن التعبير هذا بهم خاصة، وليس من الله ولا في الكتب السماوية، وباتفاق النصارى أن المسلمين من بني إسرائيل ما اجتمعوا في زمان المسيح ولم يأتوا أرضهم وديارهم، وإنما كانوا متفرقين مشردين، بل إنما اشتد تفرقهم في تلك الأزمنة، وليس في التواريخ من كان فيهم (ح) مسمى بداود (عليه السلام) حاكما على جميع بني إسرائيل، وليس المراد بالسلطان المسيح لعدم اقتداره وسلطنته، وكذا لم يتعرض مؤرخ اجتناب أحد من عبدة الأصنام في ذلك الزمان عما هو عليه، وانهدام معابدهم وإعدام أصنامهم، وإنما يتوجه النصارى بالطعن على بني إسرائيل لعدم إيمانهم بالمسيح، ولما يعتقدونه من انتساب قتل المسيح إليهم، فظهر مما ذكر عدم انطباقه على المسيح (عليه السلام) أيضا، فتعين انطباقه على القائم المنتظر (عليه السلام).
ويؤيده ما ذكر في الأخبار من وقوفه بعد ظهوره بين الركن والمقام وندائه بأعلى الصوت:
ألا أيتها الجماعة المخصوصة بي والمدخرة المحفوظة المنتصرة من الله لي من قبلي على وجه الأرض، أسرعوا إلي، فيقرع الله بذلك النداء أسماعهم حيث ما كانوا من المشرق