إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٣٣
عن قلوبهم زائل، وإلى قتال الأعداء مايل ويسحقون أعادي الله سحقا، وينشرهم في الجبال والقفار انتشارا، وإذا طاف بجنوده العالم لا يبقى على الأرض من الكافرين ديارا ولو التجأ إلى شجر أو كنف حجر فينادونه أن عدو الله التجأ إلى كنفي ومختف عندي، فخذوه واقتلوه (1).
والمراد بقوله: وتكون نار محرقة ونار موقدة، أن المخالف والطاغي عن إطاعته يبتلى بالنار الموقدة من ضربه بين أيديه أو ورائه. ومن قوله: بين يديه البساتين المخضرة، إلى ما روي فيه وفي زمانه من أن الله عز وجل ينزل حينئذ بركاته من السماء حتى أن كل شجرة تثمر ما شاء الله، وتثقل أغصانها من ثمرتها حتى تنكسر، وتوجد ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء، وتمطر السماء بمطر الرحمة (2) وقد قطع عن العالمين من يوم السقيفة وغصب خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلو أن أحدا خرج من العراق إلى الشام لم يضع قدما ويرفع إلا على العشب والخضر، كما ذكر في الفصل التاسع من كتاب " أمس النبي " أن الجبال حينئذ تقطر ويجري منها السمن، وتجري من دار الصاحب عين عذب.
والمراد من داره مسجد الكوفة، وقد ورد في الحديث أن العيون الجارية من المسجد يومئذ أربعة، عين السمن وعين الحليب وعين ماء الطهور وعين ماء. والمراد من قوله: ومن ورائه الأرض القفراء، إشارة إلى انهدام العالم، وعماراتها. والمراد من الركض كالخيل ما ورد من طي الأرض تحته وتحت جنده، وتقطع المسافة البعيدة بأسرع ما يكون (3). والمراد من ركضهم كالشجعان واعتلائهم الحيطان ما ورد من طي من رجله أو رجل أصحابه حتى يقطعوا المسافة البعيدة بزمان قليل (4).
والمراد من ابتلاء الأمم بغضبة خسف الأرض بمخالفيه من السفياني (5) وجنده وهم ثلاثمائة ألف نفر والخسف الواقع بخراسان، وخراب كثير من البلدان فيأخذ كل ذي طريق طريقه ولا يتخلف عنه ولا يؤذي أحد أحدا، وهذا إشارة إلى الحديث المروي من تصفية

١ - بحار الأنوار: ٥٢ / ١٨٨ - ٣٠٠ ضمن حديث طويل.
٢ - مختصر البصائر: ٥١ الخرائج والجرائح: ٢ / ٨٤٨ ح ٦٣.
٣ - كناية عن طي الأرض، راجع إثبات الهداة: ٣ / ٥٧٠ ح ٦٨٦.
٤ - مستدرك الوسائل: ١٢ / ٣٣٥ ح ٦.
٥ - عقد الدرر: ٧٤ الباب الرابع.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»