إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٤٤
عليه لقوله: يعثرون ويسقطون الخ، والصفة الثالثة كونه يغطي وجهه عن إسرائيل، وابن مريم كان مختصا بدعوتهم، كما صرح به في الفصل الخامس عشر في الآية الثانية والأربعين من متى فلا يصدق عليه. والصفة الرابعة كونه ناسخا لما قبله من الشرايع كلها لقوله: أطووا الشهادة واختموا الصحف، وعيسى ابن مريم (عليه السلام) يقول في الفصل العاشر في الآية الخامسة من متي ما ترجمته: هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم عيسى وأمرهم وهو يقول: لا تنطلقوا إلى طريق العوام، ولا تدخلوا في أحد أمصار السامريين، بل اذهبوا إلى غنم بيت إسرائيل الضالة. ويقول في الفصل التاسع عشر في الآية السابعة عشرة من متي ما ترجمته: لكنك إن أردت أن تلج الحياة فحافظ على الأحكام الخ (1). وهذه كلها صريحة في خصوصية نبوته وعدم نسخ ناموس موسى فلا يصدق عليه، فلا دلالة له عليه.
إذا فهمت هذا فاعلم أن غاية هذا الفصل التبشير ببعثة محمد (صلى الله عليه وآله) والإخبار بعد بعثته بظهور المهدي (عليه السلام). إلى أن يقول بعد كلام طويل: ولرب الجنود الذي يسكن في صهيون، إشارة إلى المهدي (عليه السلام) لأنه وصف محمدا (صلى الله عليه وآله) برب الجنود الذي يغطي وجهه عن إسرائيل، فإذا كان كذلك لا يمكن أن يسكن في صهيون، وإلى هذا ذهب أكثر العلماء وصرحوا بأن المهدي (عليه السلام) يستقر في أورشليم ويعمرها بأموال الهند، وفي هذا البرهان إقناع كامل لليهود والنصارى والمسلمين معا.
إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة بقيام المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان الغصن الثالث في إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة من طرق الخاصة والعامة بقيام المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان من ولد فاطمة (عليها السلام) مع عيسى، وأخبار الدجال وما جرى مع الدجال وهو مشتمل على فروع:
الفرع الأول إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) بقيام المهدي (عليه السلام) من ولد فاطمة (عليها السلام) من طرق العامة.
في غاية المرام عن أبي سعيد عن النبي (صلى الله عليه وآله): يكون في أمتي المهدي (عليه السلام) إن قصر عمره فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع، تتنعم أمتي في زمانه نعيما لم يتنعم مثله قط البر والفاجر، ترسل

1 - إنجيل متي من العهد الجديد، متي 10، الآية 5.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»