إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٢٥
اوسوا (1) وكان حبرا لليهود وعالمهم فسألته عن هذه الأسماء وتلوتها عليه. فقال لي: من أين عرفت هذه النعوت؟ قلت: هي أسماء. قال: ليست أسماء لو كانت أسماء لتطرزت في تواطى الأسماء، ولكنها نعوت لأقوام وأوصاف بالعبرانية صحيحة نجدها عندنا في التوراة، ولو سألت عنها غيري لعمي عن معرفته أو تعامى. قلت: ولم ذلك؟ قال: أما العمى فللجهل بها، وأما التعامي لئلا يكون على دينه ظهيرا وبه خبيرا، وإنما أقررت لك بهذه النعوت لأني رجل من ولد هارون بن عمران، مؤمن بمحمد، أسر بذلك عن بطانتي من اليهود الذين لم أظهر لهم الإسلام ولن أظهره لأحد بعدك حتى أموت.
قلت: ولم ذلك؟ قال: لأني أجد في كتب آبائي الماضين من ولد هارون أن لا نؤمن بهذا النبي الذي اسمه محمد (صلى الله عليه وآله) ظاهرا ونؤمن به باطنا حتى يظهر المهدي القائم (عليه السلام) من ولده، فمن أدركه منا فليؤمن به، وبه نعت الأخير من الأسماء. قلت: وبما نعت به؟ قال: نعت بأنه يظهر على الدين كله، ويخرج إليه المسيح فيدين به ويكون له صاحبا. قال: فانعت لي هذه النعوت لأعلم علمها؟ قال: نعم فعه عني وصنه إلا عن أهله وموضعه: أما تقوبيث فهو أول الأوصياء ووصي آخر الأنبياء، أما قيذوا فهو ثاني الأوصياء وأول العترة الأصفياء. وأما دبيرا فهو ثالث الأوصياء وثاني العترة وسيد الشهداء، وأما مفسورا فهو سيد عبد الله من عباده، وأما مسموعا فهو وارث علم الأولين والآخرين، وأما دوموه فهو المدرة الناطق عن الله الصادق، وأما مشيو فهو خير المسجونين في سجن الظالمين، وأما هذار فهو المنخوع (2) بحقه النازح عن الأوطان الممنوع، وأما يثيمو فهو القصير العمر الطويل الأثر، وأما بطور فهو رابع أي رابع من سمي بهذا الاسم اسمه، وأما نوقس فهو سمي محمد (صلى الله عليه وآله)، وأما قيذموا فهو المفقود من أبيه وأمه، الغائب بأمر الله بعلمه والقائم بحكمه (3).
البشارة السادسة عشرة فيه: عن كتاب ضياء العالمين عن الشيخ محمد بن علي الكراچكي: وبعض علماء اليهود بعد إسلامه، في رسالته التي ألفها في بشارات الله وأنبيائه بمجئ نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)، ثم قال:

١ - في المقتضب: عتو بن لوسو.
٢ - المنخوع: الممنوع.
٣ - مقتضب الأثر: ٢٨ - 29، والبحار: 36 / 224 وغيبة النعماني: 109 ح 38.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»