إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١١٤
بالتأكيد والتخصيص (وقال) فمن كانت له الخ يريد به أن هذا كلام روح الله ولا شك في وقوعه، فاسمعوا وعده فإنكم مسؤولون.
السادس: قوله: واكتب إلى ملك كنيسة دلفية، وهي بلدة في عرض ثمان وثلاثين درجة وعشرين دقيقة من الشمال، وطول ست وأربعين درجة وعشرين دقيقة من الطول الجديد.
(قوله) هذا ما يقول الخ يريد بالمقدس الحقيقي درجة النبوة، لأن السلطان ملك غير حقيقي أي زائل المملكة، وأما النبي فإن ملكه حقيقي، وهذا أيضا مما يشير إلى عدم احتياج أمة أحد الأنبياء إلى الأخر، والمراد بالمفتاح هو الاقتدار الحقيقي كأنما قال: إني انتهز القاضي والمفتي فأفتي بالإطلاق وأطلق وأمني بالحبس وأحبس، ولم تجمع هاتان الصفتان في شخص واحد، وأظهر له أنه عرفت كيفية أعماله، وافتح له بابا لن يغلق، وأنه سيذل له المتهودون الكذابون، أي الذين لم يتمسكوا بتوراة موسى، وقد فعل ذلك وسلط عليهم اليونانيين والروم فأخذوهم أخذ عزيز مقتدر، وإنه سيحافظ عليه ساعة الامتحان أي ساعة خروج الدجال المسيح الكذاب لعنه الله.
ثم أخذ يحذره وحيث قال: فتمسك بما عندك لئلا يؤخذ تاجك إشارة إلى ما يجب على النصراني المشرك إذا لم يعترف بنبوة رب الجنود من أداء الجزية، ثم أكد ذلك وقال: فإني سأجعل المظفر الخ العمود الدعامة، وهيكل إلهه هو هيكل إلهنا أعني الكعبة شرفها الله تعالى، ومدينة إلهه أورشليم الجديدة هي مكة زادها الله شرفا، والمراد بنزولها من السماء هو نزول الحجر الأسود كما مر في مقدمة هذا البحث، ثم زاده تأكيدا وقال: وكتب عليه اسمي الجديد، يعني الفار قليطا ثم زاد في التأكيد بالتخصيص حيث قال: فمن كانت له أذن الخ، حثا على ترغيب القوم وتخويفهم بالوعد والوعيد.
السابع: قوله: واكتب إلى ملك كنيسة لاذقية، وهي بلدة في عرض ثلاثين درجة وثلاثين دقيقة من الشمال وطول سبع وأربعين درجة من الطول الجديد. (قوله) هذه هو ما يقول الخ أي غاية قوله: وأمين عجمة عبرانية بمعنى ليكن كذلك، وتكلف المفسرين لها جهل بحت، ونصيرها علما للمتكلم إشارة إلى نفوذ الكلام، ووصفه نفسه بالشاهد الأمين بيانا لأنه لم يأت إلا شاهدا لمحمد (صلى الله عليه وآله)، ثم وصف الشاهد بالأمين إخراجا له من الخائن، يريد به أنه لم
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»