إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٢٠
تقول: رأيت زيدا أخاك رأيت زيدا أخاك، وأوراق الأشجار هم السادة الذين هم من ولد فاطمة (رض)، الذين هم شفاء العالم، الذين حرمت عليهم نار جهنم، وإنما قلت: حرمت عليهم نار جهنم، لأن الجنين يتركب من كلا المائين، وليس في الوجود جزء لا يتجزأ، فإذا تأذى السيد يتأذى رب الجنود بأذيته وذلك ممتنع عليه، وفيه بحث طويل لطيف، ولك أن تقول: إن النهر نفس محمد (صلى الله عليه وآله) والشجرتان فاطمة وعلي، ثم تقول والأثمار الاثنتا عشر هم الأئمة الاثنا عشر بدخول علي فيهم، والأوراق أولادهم، وهذا المقدار في الأمثال مقنع لمن له أذن واعية وفطنة كافية، وقد فسرته بهذا التفسير للمطابقة مع ما قبله وإلا فعليهم أن يفسروا، وعلي أن أمنع.
البشارة التاسعة فيه: البرهان الحادي عشر ما ورد في الفصل الثالث من الآية الرابعة من لوقا (1)، وفي الفصل الخامس والأربعين في الآية الثالثة من كتاب أشعيا (2) [ما] ترجمته بالعربية: صوت صارخ في البرية، أعدوا طرق الرب وهيئوا سبله فإن كل واد سيمتلئ، وكل جبل وأكمة (3) ستتضع، وتعتدل المعوجات وتلين الصعاب ويشاهد خلاص الله كل ذي جسد.
(أقول) هذا من أوضح البراهين الواردة في شأن محمد (صلى الله عليه وآله) وقد تغافل اليهود والنصارى عنه، فأوله اليهود في شأن مسيحهم الموهوم، وأوله النصارى في حق إلههم المعلوم، والحق أنه لا يدل على ذلك، أما أنه لا يدل على المسيح الموهوم فلأن سياقه في أشعيا: سلوا شيعتي سلوهم، قال إلهكم: سلوا أورشليم وقولوا لها إن تعبها قد تم وخطيئتها قد غفرت، لأنه قد وقع عليها من يد الرب لخطيئتها ضعفان من العذاب، وهذا صوت صارخ يقول في البرية: يئسوا طريق الرب ووطئوا لأجل إلهنا في البادية سبيلا مرتفعا، فإن كل واد سيرتفع وكل جبل وأكمة ستتضع، وسيعتدل المعوج وستلين الصعاب وسيظهر مجد الله ويشاهده كل ذي جسم، لأن فم الله نطق به فقال الصوت: أصرخ، فقال: بماذا أصرخ فإن جميع

1 - إنجيل لوقا من العهد الجديد: 75 الإصحاح الثالث الفصل التاسع، مع تفاوت في المطبوع.
2 - كتاب العهد القديم كتاب أشعياء: 1064 باب 45.
3 - أي الجبابرة.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»