وما فسره بعض علماء النصارى من أن المراد من المرأة هي المعبد والكنيسة، والنجوم الاثني عشر عبارة عن الحوراء الملازمة لها الحافات حولها، وذلك حيث ذكر في الباب الثاني من المكاشفات أن اكتب للحوراء الموكلة بكنيسة أقس أن من بيده النجوم السبع يسير في المصابيح السبعة المذهبة، ففيه أن الكنايس لا تشتمل على الحور ولا يناسب ذكر النجم لها أيضا وبعيد جدا، والتعبير عن الخادم والحارث والحفظة مع ما هم عليه من الظلمة بالنورانية والبهاء أبعد خطأ عند العقلاء.
البشارة الثامنة عشرة في حسام الشيعة (1) عن الفصل العاشر من كتاب عزير (2) أن أهل سامراء يشردون سلطانهم ورئيسهم على وجه الماء كزبد البحر. والمسيحية يؤولون هذه الآية ويطبقونها على المسيح ولا نسبة للمسيح وسامراء بوجه من الوجوه أبدا وعدم المناسبة ظاهر، كما أن انطباقه على القائم (عليه السلام) ظاهر وصريح لما رأوه في سرداب داره منهزما مستترا عن أبصار الظلمة على البحر الذي ظهر هناك بإعجازه (عليه السلام) فغاب عنهم، والسرداب ذاك حينئذ مقام معروف، مزار للشيعة مع أنهم لم يذكروا ولم ير في تواريخهم شئ من فرار المسيح أو مروره على هذا الطريق والأراضي، فلا ينطبق عليه قطعا، هذا مع ما في ذلك الفصل من الكتاب المذكور حيث يقول الله سبحانه إغضابا لتلك البلدة ما حاصله وترجمته: إنه يهجم بهم سامراء لأن أهلها أغضبوا ربهم، ويقطع أطفالهم إربا إربا ويشق بطون نسائهم الحبليات، والمواعيد المعلومة كناية عن هجمها، وقد وقع جميع ذلك بعد غيبته.
البشارة التاسعة عشرة فيه: ما ناجى الله داود في السفر الحادي والسبعين من الزبور قوله: اللهم أعط قيامتك للسلطان وحجتك لذريته، إلى أن يقول: وسيظهر في دولته حجة ويزيد العدل والقسط إلى أن يزول القمر، ويحكم من البحر إلى البحر، ومن الوادي إلى جميع ما على وجه البسيطة،