إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١١٨
طويل لا يناسب هذا المقام (1).
قوله: وساحة المدينة من الذهب الإبريز كالزجاج الشفاف يريد بذلك أهل ملته لأنهم لا ينحرفون عن اعتقادهم ولا ينصرفون عن مذهبهم في حالة العسرة، وأما الذين أغواهم قسوس الانكتاريين فمن الجهال الذين لا معرفة لهم بأصول دينهم، وهذا هو مصداق قوله (عليه السلام): " أنا مدينة العلم وعلي بابها " (2).
البشارة السابعة وفيه: البرهان الرابع في الفصل الحادي عشر في الآية الأولى من كتاب شعيا ما ترجمته بالعربية: وسيخرج من قيس الاس عصا وينبت من عروقه غصن وستستقر عليه روح الرب أعني روح الحكمة والمعرفة، وروح الشورى والعدل، وروح العلم وخشية الله، وتجعله ذا فكرة وقادة، مستقيما في خشية الرب، فلا يقضى كذا عجايبات الوجوه ولا يدين بمجرد السمع (3)، ثم ذكر تأويل اليهود والنصارى هذا الكلام ورده وقال: فيكون المنصوص عليه هو المهدي (عليه السلام) بعينه بصريح قوله: ولا يدين بمجرد السمع، لأن المسلمين أجمعوا على أنه رضي الله عنه لا يحكم بمجرد السمع والحاضر، بل لا يلاحظ إلا الباطن، ولم يتفق ذلك لأحد من الأنبياء والأوصياء، إلى أن قال: وقد اختلف المسلمون في المهدي (عليه السلام) فقال أصحابنا من أهل السنة والجماعة: إنه رجل من أولاد فاطمة يكون اسمه محمد واسم أبيه عبد الله واسم أمه آمنة.
وقال الإماميون: بل إنه هو محمد بن الحسن العسكري (عليهما السلام)، وكان قد تولد سنة خمس وخمسين بعد المائتين من فتاة للحسن العسكري (عليه السلام) اسمها نرجس في سر من رأى بزمن المعتمد، ثم غاب سنة ثم ظهر ثم غاب وهي الغيبة الكبرى، ولا يؤوب بعدها إلا إذا شاء الله، ولما كان قولهم أقرب لتناول هذا النص وكان غرضي الذب عن ملة محمد (صلى الله عليه وآله) مع قطع النظر عن التعصب في المذهب، ذكرت لك مطابقة ما يدعيه الإماميون مع هذا النص.

١ - راجع كتاب الألفين للعلامة الحلي فقد ذكر عدة أدلة على ذلك.
٢ - عيون الأخبار: ١ / ٧٢ والخصال: ٥٧٤ والبحار: 10 / 120 - 145 وفيض القدير: 3 / 60.
3 - العهد القديم، وهو التوراة، كتاب شعيا الفصل الحادي عشر، الآية الأولى.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»