إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١١٦
والمراد برب الجنود وهو المهدي (عليه السلام) فيكون هو المقصود من هذا النص. فإن قلت: لم لا يكون المقصود محمدا (صلى الله عليه وآله)، لأنك قد وصفته برب الجنود. قلت: ولأني قد صرحت فيما قبل هذا بأنه لم يذهب إلى أورشليم إلا ليلة الإسراء ولم يضيف هناك أحدا، وقد ذكرت لك ما ذهب إليه القوم من مسير المهدي (عليه السلام) إلى أورشليم وتعميرها وإقامة دعائمها فيما مر آنفا فتذكره، فلا يكون إلا هو.
البشارة الرابعة لا يخفى أنه يناسب ذكر البشارة السابعة قبل ذلك، فيه في البرهان الخامس في الفصل الحادي والعشرين في الآية العاشرة من كتاب الرؤيا من كتب العهد الجديد (1) ترجمتها بالعربية: فأخذتني الروح إلى جبل عظيم شامخ، وأرتني المدينة العظيمة أورشليم المقدسة نازلة من السماء من عند الله وفيها مجد الله، وضوؤها كالحجر الكريم، كحجر اليشم والبلور، وكان لها سور عظيم عال واثنا عشر بابا، وعلى الأبواب اثنا عشر ملكا، وكان قد كتب عليها أسماء أسباط إسرائيل الاثني عشر.
(أقول) لا تأويل لهذا النص بحيث أن يدل على غير مكة شرفها الله تعالى، والمراد بمجد الله بعثته محمدا (صلى الله عليه وآله) فيها، والضوء عبارة عن الحجر الأسعد، وتشبيهه باليشم والبلور إشارة إلى صحيح الروايات التي وردت في أنه لما نزل كان أبيض. والمراد بالسور هو رب الجنود والأبواب الاثني عشر أولاده الأحد عشر وابن عمه علي وهم: الحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والقائم المهدي (عليه السلام) محمد، وقوله:
وعلى الأبواب الاثني عشر اثني عشر ملكا، يدل على عظم رتبته وعلى عموم نبوته وقيام دعوته على انقياد جميع الأسباط له، والأسباط الاثني عشر عبارة عن أولاد يعقوب (عليه السلام) وهم: روبين وشمعون ولاوى ويهودا واسحر وزابلول وبنيامين ودان ونفتالى وياد وعاشر ويوسف (عليه السلام) وهذا مصداق لقوله [تعالى] " لولاك لما خلقت الأفلاك " (2).

١ - العهد الجديد، رؤيا يوحنا، الفصل ٢١ أو الرؤية ٢١، الآية العاشرة، وفيه تفاوت في اللفظ دون المعنى.
٢ - بحار الأنوار: ١٥ / ٢٨ و: ٥٤ / ١٩٩ وكشف الخفاء: ٢ / 164.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»