إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٠٩
الأشهاد) * (1) وقالوا: إن علي بن إبراهيم وسهل بن عبد الله قد رويا عن الصادق (عليه السلام): أن يوم يقوم الأشهاد يوم رجعة محمد (صلى الله عليه وآله) (2)، وبقوله تعالى * (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) * (3) وفيه بحث.
ومنها بلعم بن باعور الفاثوري، وفاثور بلد على شاطئ الفرات وقيل قبيلة من أعراب مدين، وكان بالاق بن صفور ملك الموابين لما نزل بنو إسرائيل على شاطئ الأردن، وشاهد ما فعلوا في الأمور خاف منهم واستدعى بلعم بن باعور ليدعو عليهم بالهلاك، فاستخار الله فمنعه عن ذلك فخالف حكم الله وسار إليه طمعا في إكرامه، قتله موسى في حرب مدين.
ومنها الحصاة البيضاء وهي حصاة يدفعها عيسى أو الروح القدس (عليهما السلام) إلى المظفر وهو إلى الذي يكون بعده، ولا يفهم ما كتب عليها إلا من يأخذها، ولا يشابه ذلك في مذاهب أهل السنة والجماعة، وذهب الإمامية إلى أن جبرائيل (عليه السلام) قد أعطى ذلك محمدا (صلى الله عليه وآله) وهو دفعه إلى علي (عليه السلام)، وهلم جرا إلى الحسن بن علي (عليهما السلام) وهو دفعها إلى المهدي (عليه السلام).
ومنها زابيل المتنبئة، وهي زابيل بنت أشبال ملك الزبدانيين، زوجة باشا بن أهيجا ملك إسرائيل فإنها لما تزوجت بباشا ألجأته إلى عبادة الأوثان، وأفسدتهم حتى صار أكثر بني إسرائيل يعبدون التماثيل، كما صرح به في الفصل السادس عشر في الآية الحادية والثلاثين من سفر الملوك الأول.
ومنها أورشليم الجديدة وهي عبارة عن مكة المعظمة على بادئ الرأي لقوله: النازلة من السماء، لأن أهل الإسلام قد ذهبوا إلى أن قوله * (أم القرى ومن حولها) * (4) يفيد العموم وقالوا:
إن الحجر الأسود كان قد نزل من السماء أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم. وقد رواه الترمذي وصححه (5).
وذهب الإمامية إلى مثل ذلك (6)، فيكون قوله: أورشليم الجديدة النازلة من السماء، كناية عن مكة وهذا من قبيل إقامة الظرف مقام المظروف، وهي في جزيرة العرب قريب من

(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»