إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١١٥
يكتم شهادته، بل إنه أداها على سبيل إعلام، وضرب بها الأمثال، والحقيقي الذي يباين المجازي يريد به أنه ليس بشاهد مجازي يشهد أمام القاضي الحقيقي على الأمر الحقيقي، واتصافه برأس خليفة الله إشارة إلى فضيلة الأنبياء.
(وقوله) إنه قد عرف أنه فاتر وسيتقياه لفتوره إشارة إلى عدم تعصب أهل كنيسته في مذهبهم ومداهنتهم مع اليونانيين والملاحدة، ثم وصفه بالفقر وأمره بشراء الذهب إشارة إلى تبشيره بالشريعة الغراء، ولباس البياض حث إلى الإعراض عن سبيل الضلال، والتكحل أمر بإمعان النظر في معاني كلامه ليحصل له الغنى الحقيقي في الدين، ويستر بالسهرور الذي لا زوال له ويشاهد حقايق الأشياء كما هي عليه في نفس الأمر. (وقوله) أؤدب من أحبه بيان لكمال اللطف على أهل كنيسته، ثم أمره بالتوبة بعدما هدده بالتأدب وأخبره بسرعة إتيانه وقرب زمانه.
ثم قال: وسأجلس المظفر معي على كرسيي، تأكيد آخر برجعة محمد (صلى الله عليه وآله) زمان ظهور المهدي (عليه السلام) وتأييد لما يزعمه الإمامية من باب الرجعة، فمن كانت له أذن سامعة فليستمع ما يقول الروح للكنايس، ويرغب في آجل الثواب ويحذر من عاجل العقاب ويتهيأ بشريعة رب الجنود ويدلي بحاجته إلى النجاح وينتظم في حزب نجمة الصباح، جعلني الله وإياك ممن يفوز بلقائه ويسلك في سلسلة أوليائه.
البشارة الثالثة وفيه: البرهان الثالث ما ترجمته: وسيولم رب الجنود لجميع الناس في هذا الجنود ويدلي بحاجته إلى النجاح وينتظم في حزب نجمة الصباح. جعلني الله في تأويل هذا النص، فقال اليهود: إن المراد برب الجنود هو المسيح المزمع بالإتيان. وقال النصارى: بل هو عيسى ابن مريم (عليه السلام) لأنه كان قد صير الماء في قاني الجليل خمرا كما حرر في الفصل الثاني في الآية الأولى من يوحنا، وليس بشئ، لأن قوله: رب الجنود لا يتناول عيسى ابن مريم لأنه لم يكن ذا جند، ولأن الضيافة المذكورة هاهنا لا بد أن تكون لجميع الناس أو لأعظم النصفين، أو أن يكون فيها من كل حزب من بني آدم جماعة، وضيافة الجليل لم تكن إلا وليمة عرس، فلا يصدق عليها.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»