إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١١٠
ساحل البحر الأحمر في محاري طول خمسة وأربعين درجة من الطول الجديد وعرض اثنتين وعشرين درجة من الشمال، فالأول قوله: فاكتب إلى كنيسة افس الخ، وهي بلدة في عرض ثمان وثلاثين درجة من الشمال وطول خمس وأربعين درجة وخمس عشرة دقيقة من الطول الجديد، هذا ما يقول المراد بالكواكب الملائكة الموكلة على الكنايس من أنه لكل كنيسة ملك وبالمنائر نفوس الكنائس، أي هذا ما يقول مولانا.
وقوله: امتحانك الأنبياء الكذبة، يشير به إلى أنه قد خرج في زمان الفترة نبي كاذب غير بارلسوع بصيغة الجمع. قوله: لكنك لست كما كنت، يدل على عدم استقامة أهل افس في دينهم. قوله: وإلا أزلت منارتك، إما بتخريب البلد أو بتفريق القوم. قوله: من كانت له أذن سامعة الخ، يدل على أن هذا هو محل يجب استماعه. قوله: ما تقول الروح للكنايس، ذهب كافة النصارى إلى أن الفاعل هاهنا هو المسيح مع أنه مظهر يأول إلى الروح، وطمسوا على أعين القوم بأدلة فاسدة، والحق أن الفاعل هو الروح.
قوله: إني سأطعم المظفر من عود الحياة، قال النصارى: إن المراد بالمظفر الذي يظفر على الشيطان من أهل كل كنيسة فيكون عاما، والعهد الخارجي يمنعه فلا يقوم، والحق أن مراده محمد (صلى الله عليه وآله)، لأن تقييد كلا المعنيين يدل على أن موضوع الثاني غير موضوع الأول، ولم يأت بعد عيسى من يقوم بالأمر فيكون المنصوص عليه محمد (صلى الله عليه وآله) ولأن قوله:
وامتحانك لكذبة الأنبياء واضح الدلالة على إتيان غير الكاذب، وهذا يدل على فضيلته.
وفيه أنك قد كذبت الكاذبين فيلزمك تصديق الصادقين.
(وقوله): لكنك لست كما كنت أي لست مستعدا في تصديق الصادق كما كنت في تكذيب الكاذب، فاحذر سقوطك، يحذره بهفوة آدم (عليه السلام) أي اذكر سقوط آدم وكيف حبط عمله لما عصى الله وأكل من شجرة العلم، أو منصوب بنزع الخافض: أي احذر من سقوطك وتب عما أنت مستهيئ له من تكذيب الصادق وإلا فسأجئ وأزيل منارتك، ثم رجع بعد ذلك وقال: من كانت له أذن سامعة الخ، وهذا من بليغ التأكيد، وقد تحقق أن هذه الكنايس السبع قد زالت بعد ظهوره وناهيك به من تنبؤ الصادق ومن بالحق ناطق.
والثاني: قوله واكتب إلى ملك نيسة سيمرنا الخ، وهي بلد في عرض ثمان وثلاثين وخمس وثلاثين وطول خمس وأربعين من الطول الجديد. قوله هذا ما يقول الأول والآخر
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»