رسالة في الإمامة - الشيخ عباس ( نجل الشيخ حسن صاحب كتاب أنوار الفقاهة ) - الصفحة ١١٩
سيدي هلك دين محمد واضمحل وغلبت الكفار علينا بالحجة والبرهان فتلاف جعلت فداك دين ابن عمك فليس في القوم من يحاجج الكفار ويغلبهم وأنت اليوم سراج الأمة، وأبو الأئمة وحلال المشاكل وكاشف المعضلات ومفرج الهم والغم ومؤيد الدين القويم فقال (ع): ما الخبر؟ وأي حادثة وقعت؟ فحكيت له القصة من أولها فلما انتهيت إلى عجز القوم عن الجواب أحمر وجهه، وقال: أخبرني بذلك حبيبي محمد (ص) ثم قال: عند الصباح يحمد القوم السرى، ثم مشى أمامي وأنا خلفه والحسن والحسين بين يديه حتى دخل المسجد، وقام له نور حتى خيل لأهل المسجد إن الشمس وقعت من السماء فيه، فإذا القوم على حالتهم من الحيرة فوسعوا له المجلس وسلم عليهم وجلس مجلسه، ثم التفت إلى الجاثليق وقال له أقصدني بمسألتك وأدلي إلي بحجتك فإن عندي ما تحتاجه الناس في العمل، وأنا العالم بأحكامها، أما والذي فلق الحبة وبرء النسمة لو خاصمني جميع أهل الأديان لأفلجتهم بكتبهم وألزمتهم الحجة فهات ما عندك؟ وما توفيقي إلا بالله، فقام النصراني وجلس بين يديه، ثم قال يا فتى إنا وجدنا في كتبنا إن الله تبارك وتعالى لم يبعث نبيا إلا وقد جعل له وصيا يقوم مقامه بعد رحلته كي لا تبقى الناس في وحدة الحيرة وكي ترجع إليه فيما تحتاج من أمر الدين، وقد بلغنا اختلاف أمة نبيكم بعده فقريش والأنصار كل يروم الخلافة أن تكون فيهم، وكل يريدها له، وإن ملك الروم اختارنا من بين قومه وأرسلنا لنفتش عن دين محمد ونعرف حقيقته من بطلانه، ونقف على تمام أمره، ونرى إن سنن الأنبياء السالفين موجودة فيه أم لا؟ ثم نرى إن من أدعى الخلافة بعده ادعاها بحق أم بباطل؟ لأن الأمم السالفة وجد فيها من افترى على نبيه بعده، ومن منع وصية من حقه كقوم موسى عكفوا على أصنام لهم
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»