رسالة في الإمامة - الشيخ عباس ( نجل الشيخ حسن صاحب كتاب أنوار الفقاهة ) - الصفحة ١٢١
ما أبهم عليكم وأنا الحجة البالغة والمحجة الواضحة فأعيروني أسماعكم وتوجهوا إلي بقلوبكم: اعلم أيها الجاثليق أنت وقومك إن الله وله الحمد بمنه وطوله وفضله، وفى لنا بوعده، وأعز دينه بنبيه محمد (ص) على فترة من الرسل، وحباه بالنصر وشتت شمل أحزاب العرب، واختاره وانتجبه وبعثه للخلق جميعا إنسهم وجنهم، وأوجب طاعته عليهم، ومنحه بالرأفة والرحمة، وفضله على جميع الأنبياء والمرسلين، وألزم باتباعه عامة المخلوقين من أهل السماوات والأرضين، وجعله خاتم الأنبياء ووارث علومهم، وقربه من قاب قوسين أو أدنى وجعل عن يمين عرشه مقامه لم يصله نبي مرسل ولا ملك مقرب، وأوحى إليه ما أوحى، وما كذب الفؤاد ما رأى، وأخذ على الأنبياء العهد والميثاق بأن يأمنوا به وينصروه، بعد أن شاهدوا مقامه من الله، ورفيع منزلته عنده، وأوحى إلى الرسل بعد أن أخذ الميثاق عليهم أقررتم وأخذتم على ذلك إصري؟ قالوا: أقررنا فأشهدوا إنا معكم من الشاهدين، وقال سبحانه تعالى (يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والأنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات)، واعلموا إنه لم يفارق رسول الله هذه الدنيا إلا بعد رفع الله مقامه، وأعلى على العالمين درجته وأتم به الحجة على الخلق، وقرن اسمه باسمه، فلا يذكر الله تعالى في موضع إلا واسمه به مقرون ووصل طاعته بطاعته، فقال (من يطع الرسول فقد أطاع الله (وقال (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (فبلغ الرسالة ودل الأمة على سبيل النجاة والهداية والحكمة، وصدع بما أمر به، وبه بشرت الأنبياء السابقون والمسيح عيسى بن مريم بشر به
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»