إرشاد العباد إلى استحباب لبس السواد - السيد ميرزا جعفر الطباطبائي الحائري - الصفحة ٤٥
بالخصوص حتى بلغ ذلك إلى حد ينسب إليهم الأعداء فيها الجنون (1) ونحوه مع أنه لم يرد به نص بالخصوص ولو من الطرق الغير المعتبرة ولم نر مع ذلك أحدا منا تأمل أو توقف في حسن هذا الفعل وهو إلا لكونه مأخوذا مدلولا عليه بالعموم المشار إليه.
وبالجملة لا ينبغي التأمل في عدم شمول أدلة كراهة لبس السواد لما نحن فيه كما لا ينبغي التأمل في رجحانه شرعا لهذا العنوان المندوب

(1) نسبة الجنون إلى الشيعة الإمامية في ترويجهم الدين الحنيف وإعلاء كلمة المذهب الشريف هو كنسبة أعداء الإسلام ذلك والعياذ بالله إلى من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى وقد كشف المستقبل بحمد الله أنهم كانوا أولى بالنسبة إليه وأحرى بالاتصاف به إذ خسروا أنفسهم في الدنيا وخزي عذاب الآخرة أشد وأبقى هذا والأعداء هم يعلمون أنهم لا يتمكنون من تضعيف قوى الشيعة أعزهم الله وتفتيت عزمهم على إحياء أمر آل الله صلوات الله عليهم وأنهم لا يقدرون على إنفاذ تسويلاتهم في عقائدهم الحقة حيث أنهم لا يبالون بهزء المستهزئين وسخرية الجاهلين ونسبة أنواع التهم إليهم ولا ينبغي لهم لأنهم قد أخذوا أحكامهم عن معدن الوحي والتنزيل وقد شرح الله صدورهم للإسلام: فهم على بينة من أمرهم: وأنهم قاطعون على أن الأعداء لحظهم أخطأوا وعن ثواب الله زاغوا وعن جوار محمد (ص) في الجنة تباعدوا كما قال الإمام الصادق (ع) وكما قال (ع) لذريح: يا ذريح دع الناس يذهبون حيث شاؤوا كن معنا: فهم على أمرهم ثابتون ولا يضرهم شئ بعد دعاء أئمتهم عليهم السلام لهم بالمغفرة والرضا والحفظ في الدنيا والآخرة والخف على أهاليهم وأولادهم ونسئل الله الثبات على محبة محمد وآله والاقتفاء لسيرتهم والممات على ولاية علي وأولاده والبراءة من أعدائهم وبالخصوص من الجبت والطاغوت ومن شك في كفرهما إنشاء الله تعالى
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»