إرشاد العباد إلى استحباب لبس السواد - السيد ميرزا جعفر الطباطبائي الحائري - الصفحة ٤٠
بذلك على مولانا الحسين عليه السلام في أيام مأتمه بعد ما عرفت من كونه هو المعهود في العرف والعادة من قديم الزمان لكل مفقود عزيز جليل لهم سيما بعد صيرورته من شعار الشيعة قديما وحديثا من علمائهم فضلا عن غيرهم بل ربما يشعر بذلك أشعارا بليغا الحديث الذي رواه خالنا العلامة المجلسي رحمة الله في زاد المعاد (1) في فضل يوم التاسع من أول الربيعين وعظم شأنه وقدرة عند الأئمة عليهم السلام عن الشيخ الجليل القدر العظيم المنزلة أحمد بن إسحاق القمي عن مولانا العسكري عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه وعليهم الصلاة والسلام أن لهذا اليوم من عظم قدرة عند الله وعند رسوله وخلفائه عليهم السلام سبعين اسما وعدها واحدا بعد واحد وجعل من جملتها المناسب ذكره في هذا المقام أنه يوم نزع لباس السواد اظهارا للفرح والسرور المطلوب فيه للمؤمنين الذي لا يناسبه لبس السواد فيه (2).
ولا يخفى ما فيه من الإشعار بل الظهور في معهودية لبس السواد عند الخواص وهم الشيعة قبل هذا اليوم لعدم شمول الأمر بالنزع لغيرهم بالضرورة ومعلوم أن ذلك لا يكون إلا لمفقود عزيز وهل هو إلا للتحزن على ما جرى على مولانا الحسين عليه السلام وأهل بيته في الشهرين

(1) وراجع البحار الجزء الثامن منه أيضا.
(2) لأنه من الأيام الشريفة التي يلزم على كل مؤمن أن يظهر الفرح والبشاشة لإخوانه وإطعام الطعام لهم وأنه مضافا إليه يوم إمامة بقية الله في الأرضين وحجته على العالمين الذي يظهر فيملأ الأرض عدلا وقسطا وينتقم من الذي ضرب الزهراء صلوات الله عليها وأسقط محسنها عجل الله فرجه الشريف وجعلنا من خيار أصحابه.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»