إرشاد العباد إلى استحباب لبس السواد - السيد ميرزا جعفر الطباطبائي الحائري - الصفحة ٤٩
في العنوان المندوب بعمومه بلا شرعا بلا معارض معتضدا بقاعدة التسامح في أدلة السنن التي لا مجال للتأمل في جريانها في مثل المقام الغير المشمول لأدلة الكراهة من وجه أصلا.
هذا مع أنه ورد في غير واحد من الأخبار (1) أنه ما ادهنت هاشمية على ما نقل منا أهل البيت ولا اكتحلت ولا رؤي دخان من بيوتهم بعد قتله عليه السلام إلى خمس سنين حتى بعث المختار رضوان الله عليه برأس الكافر الفاجر عبيد الله بن زياد إلى زين العابدين عليه السلام فغيروا بأمره عليه السلام حينئذ ما كانوا عليه وهو كما ترى يدل على رجحان كل ما يدخل في عنوان شعار الحزن والتحزن عليه الصلاة والسلام وتعظيم مصيبته الذي منه ترك اللذائذ في أيام مأتمه ومصيبته (2) لأن ذلك كله بمرأى

(١) في البحار ص ٢٠٦ ص ٢٠٧ ج ٤٥ من الطبعة الحديثة في طهران عن أبان بن عثمان عن زرارة: قال: قال أبو عبد الله (ع) يا زرارة إن السماء بكت على الحسين أربعين صباحا بالدم وإن الأرض بكت أربعين صباحا بالسواد وإن الشمس بكت أربعين صباحا بالكسوف والحمرة وإن الجبال تقطعت وانتثرت وإن البحار تفجرت وإن الملائكة بكت أربعين صباحا على الحسين وما اختضبت منا امرأة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد لعنة الله: وما زلنا في عبرة بعده: الحديث وهو طويل أخذنا منه موضع الحاجة فلاحظ.
(٢) كما تقتضيه القاعدة لمن فقد محبوبه العزيز عليه وكما ورد في الأخبار الكثيرة في كيفية زيارته (ع) من أن الزاير لمرقده يلزم أن يكون كثيرا حزينا مكروبا مغيرا جائعا عطشانا فلاحظ وراجع ص ١٣٠ و ١٣١ من كامل الزيارات وفيه أيضا ص 108 عن أبي عمارة المنشد قال: ما ذكره الحسين (ع) عند أبي عبد الله (ع) في يوم قط فرأى أبو عبد الله (ع) يقول الحسين (ع) عبرة كل مؤمن انتهى.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»