إرشاد العباد إلى استحباب لبس السواد - السيد ميرزا جعفر الطباطبائي الحائري - الصفحة ٣٤
في الفقيه (1) بأسناده عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق عليه السلام أنه قال:
أوحى الله إلى نبي من أنبيائه عليهم السلام قل للمؤمنين لا تلبسوا ملابس أعدائي ولا تطعموا مطاعم أعدائي ولا تسلكوا مسالك أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي.
وقال: في كتاب عيون الأخبار على ما في الحدائق بعد نقل الخبر بسند آخر عن علي بن أبي طالب عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقلا عن المصنف رضي الله عنه: أن لباس الأعداء هو السواد ومطاعم الأعداء النبيذ والمسكر والفقاع والطين والجري من السمك والمارالماهي والزمير والطافي وكلما لم يكن له فلس من السمك والأرنب إلى أن قال: ومسالك الأعداء مواضع التهمة ومجالس شرب الخمر والمجالس التي فيها الملاهي والمجالس التي تعاب فيها الأئمة عليه السلام والمؤمنون ومجالس أهل المعاصي والظلم والفساد انتهى ملخصا: (2) هذا ما وقفنا عليه من الأخبار التي استند إليها لإثبات كراهة لبس السواد مطلقا.
والذي يظهر من مجموعها بعد ضم بعضها إلى بعض والتأمل

(١) رواه في الفقيه ج ل ص ٢٥٢ من طبع طهران سنة ١٣٩٢ ثم قال رحمه الله في آخر الحديث فأما لبس السواد للتقية فلا إثم فيه: وظاهر قوله رحمة الله هو التحريم : وهو منفرد به بل لم أجد موافقا له ولا سمعت ذلك إلا من بعض المعاصرين ره و هو كما ترى لعدم الاختصاص بالسواد وحده بل يشمل كلما اتخذوه زيا لهم ودوران الحكم مدار بقائهم عليه وصدق الشعار على اللابس كما لا يخفى.
(2) ذكر ذلك في ص 193 من عيون الأخبار.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»