إرشاد العباد إلى استحباب لبس السواد - السيد ميرزا جعفر الطباطبائي الحائري - الصفحة ٤١
المعلومين الذين جرت عادت نوع الشيعة على لبس السواد فيهما من قديم الزمان لأجله وإن احتمل كون المراد منه مطلوبية إظهار الفرح والسرور في هذا اليوم للخواص الذي لا يناسبه لبس السواد ولو كان لغيره عليه السلام ممن فقد منهم إلا أن ما ذكرناه لعله أظهر إلى المراد.
وعلى كلا التقديرين يدل دلالة وافية على أنه لباس حزن متعارف لسه بين الناس لمن فقد منهم ممن ينبغي له ذلك فيشمله حينئذ عموم ما دل على مطلوبية شعار الحزن والتحزن عليه في مأتمه عليه السلام بما يصدق عليه ذلك في العرف والعادة بالأخبار المستفيضة البالغة حد الاستفاضة بل المتواترة معنى الدالة على ذلك على اختلاف مواردها ومضامينها من غير حاجة إلى ثبوت كل فرد ومصداق منه بالخصوص بدليل مخصوص (1) بل يكفي مجرد كونه مما يصدق عليه ذلك في العرف والعادة سيما لو كان مما جرت عليه السيرة كما نحن فيه.
ومن هنا ينفتح باب واسع لتجويز مثل الطبول والشيپور ونحوها من الآلات التي تضرب حال الحرب لهيجان العسكر في عزاء ومأتم مولانا

(1) أقول يختلف نوع العزاء باختلاف العرف والعادة حيث لم يرد دليل بالخصوص على أنه على كيفية خاصة بل هوما تعارف عنه العرف والبلاد قال في الجواهر ص 376 من ج 4 من طبع تبريز 1324 في بيان أحكام عدة المتوفي عنها زوجها ما هذا نصه ضرورة كون المدار (أي الحداد وترك الزينة) على ما عرفت وهو مختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأحوال ولا ضابطة للزينة والتزين وما يتزين به إلا العرف والعادة الخ فلاحظ.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»