إرشاد العباد إلى استحباب لبس السواد - السيد ميرزا جعفر الطباطبائي الحائري - الصفحة ٥٠
ومسمع من سيدهم الإمام أبي الأئمة عليه وعليهم السلام مع تضمنه لترك الاكتحال الذي هو من المستحبات سيما من النساء ذوات الأزواج ونحوه من التزين المطلوب منهن لأزواجهن بل لترك أكل اللحوم الظاهر من عدم رؤية الدخان من بيوتهن في هذه المدة مع شدة كراهة تركه أربعين صباحا كما في بعض الأخبار (1) بل في بعضها أنه من دأب الرهبانية المنسوخ في هذه الشريعة وأعظم من ذلك ما روي من أن رباب (2) زوجة مولانا الحسين عليه السلام لم تزل ما دامت حية بعد شهادته تجلس في حرارة الشمس إلى أن تقشر جلدها وذاب لحم بدنها حتى لحقت بسيدها فترق عليها الصديقة الصغرى أخت مولانا الحسين (ع)

(1) ففي الوسائل ج 4 ص 672 باب 46 قال (ع) من لم يأكل اللحم أربعين يوما ساء خلقه ومن ساء خلقه فأذنوا في أذنه فلاحظ وراجع كتاب الأطعمة والأشربة منه ومن غيره من كتب الأخبار.
(2) ففي الكامل لابن أثير ج 4 ص 36 من الطبعة الأولى في مصر وبقيت (يعني الرباب) بعده (يعني بعد قتل مولانا الحسين) سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا هذا وفي الكافي المطبوع بهامش مرآة العقول ج 5 ص 372 عن الصادق (ع) لما قتل الحسين (ع) أقامت امرأته الكلبية عليه مأتما وبكت وبكين النساء والخدم حتى جفت دموعهن وذهبت فبينا هي كذلك إذ رأت جارية من جواريها تبكي ودموعها تسيل فدعتها فقالت لها: مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت إني لما أصابني الجهد شربت شربة سويق قال: فأمرت بالطعام والأسوقة فأكلت وشربت وأطعمت وسقت وقالت إنما نريد بذلك أن نتقوى على البكاء على الحسين (ع) انتهى محل حاجة.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»