من المحارم وهذا في غير الوجه والكفين وإما فيهما فمع التلذذ أو خوف الفتنة حرام وبدونهما الأحوط الاجتناب وإن كان في لزومه نظر وغير المميز من الأطفال بمنزلة الحيوان في جميع ما مر ولا يحرم النظر إلى النساء التي خرجن من شهوة النظر والرغبة إليهن كما يجوز النظر إلى الكافرة ولو ذمية من غير ريبة وتلذذ وإلى شعورهن والأحوط الاجتناب مطلقا ولا عورة للممسوح الذي يبول ويتغوط من فيه أو نحوه ولو كان له أحد المخرجين دون الآخر كان له عورة واحدة كمقطوع الذكر والأنثيين فللرجل ثلاث عورات وللمرأة اثنتان وللخنثى أربع ويحرم استعمال الماء بما يفسده أو زيادة صرفه وكثرة المكث في الحمام وأن يبول أو يتغوط في الماء وغير ذلك مما لا يرضى به من له أمره أو لا يكون متعارفا بين الناس وكذا لو دخل فيه بدون رضائه ومنه دخول من ابتلي بمرض لا يرضى بدخوله أحد ولو غالبا أو لا يقصد أن يعطيه ما يتعارف الأخذ على الدخول أو شيئا أضلا ويدخل فيه ولو غسل حينئذ فيه بطل هداية يستحب دخول الحمام ودخوله يوم ويوم لا وأن يتزر حال الدخول وأن يكون متزرا في حال المكث فيه وفي حال الغسل ولو مع الأمن من الناظر وأن يسلم من كان متزرا وأن يقول وقت نزع الثياب اللهم انزع عني ربقة النفاق وثبتني على الإيمان وبعد دخوله في البيت الأول اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي واستعيذ بك من أذاه وبعد الدخول في البيت الثاني اللهم أذهب عني الرجس النجس وطهر جسدي وقلبي وأن يأخذ الماء الحار ويصبه على رأسه ويصب بعضه على رجله ولو تمكن أن يشرب منه شرب جرعة وأن يتوقف في البيت الثاني ساعة وأن يقول إذا دخل في البيت الثالث نعوذ بالله من النار ونسأله الجنة وأن يقوله كثيرا إلى أن يخرج من البيت الحار وأن يصب الماء البارد على قدميه بعده وأن يقول إذا لبث ثوبه اللهم ألبسني التقوى وجنبني الردى وأن يداوم على التنوير ولو في يومين وبعد ذلك لا يترك أكثر من خمسة عشر يوما ويؤكد في كل عشرين وأن يطلي بالحناء وبعده من الرأس إلى القدم ويستحب الاحتراز عن التنوير في الأربعاء وأن يأخذ من النورة بإصبعه إذا أراد الاطلاء ويشمه ويجعله على طرف الأنف ويقول اللهم ارحم سليمان بن داود كما أمر بالنورة وأن يقول بعد التنوير اللهم طيب ما طهر مني وطهر ما طاب مني وأبدلني شعرا طاهرا لا يعصيك اللهم إني تطهرت ابتغاء سنة المرسلين وابتغاء رضوانك ومغفرتك فحرم شعري وبشري على النار وطهر خلقي وطيب خلقي وزك عملي واجعلني ممن يلقاك على الحنيفية السمحة ملة إبراهيم خليلك ودين محمد (ص) حبيبك ورسولك عاملا بشرايعك تابعا لسنة نبيك (ص) آخذا به متأدبا بحسن تأديبك وتأديب رسولك (ص) وتأديب أوليائك الذين عذرتهم بأدبك وزرعت الحكمة في صدورهم و جعلتهم معادن لعلمك صلواتك عليهم ويستحب أن يغسل رأسه بالخطمى خصوصا في يوم الجمعة وأن يغسل رأسه بورق السدر وأن يختضب الرجل لحيته بالصفرة أو الحمرة أو السواد والثاني أفضل من الأول والثالث من الثاني ويستحب أن يختضب النساء أرجلهن وأيديهن بل الرجال للنساء وبعد التنوير ولا سيما الأظافير بل لا يبعد استحبابه مطلقا ولا ريب في جوازه والتعمم إذا خرج من الحمام والتجمير والتحية لمن خرج من الحمام بأن يقول طاب ما طهر منك وطهر ما طاب منك أو بالعكس أو يقول طاب حمامك ويستحب أن يجيب حينئذ بأنعم الله بالك أو يقول أنقى الله غسلك فيجيب يطهرك الله ولو كان الخارج من الحمام جماعة قال أنقى الله غسلكم كما أن المجابين إذا كانوا جماعة قال طهركم الله ومثله يجري في الجميع ويستحب أن لا يدخل الحمام ولا
(٣٣)