أقطاب الدوائر - الشيخ عبد الحسين - الصفحة ٣٧
استحق الثواب على الاجتناب عن المعاصي ولما كان مكلفا.
والقائلون بعدم تمكن المعصوم من المعصية فرقتان:
أحدهما قالوا: إنه يكون مختصا في بدنه، أو في نفسه خاصية تقتضي امتناع إقدامه على المعاصي.
وثانيهما قالوا: إنه يكون مساويا لغيره في الخواص البدنية، والنفسانية لكن العصمة فيه إنما يكون بالقدرة على الطاعة، وبعدم القدرة على المعصية.
ومحصل ما ذكره المحققون: أن القدرة والتمكن من فعل المعصية للمعصوم ذاتية والعصمة مانع شرعي، ولا منافاة بين عدم القدرة الشرعية والقدرة الذاتية، هذا بخلاف القول بتكليف الكفار، فإن الكفار عندنا وإن كانوا مكلفين بالفروع أيضا في حال كفرهم، لكنه لا مانع لهم من ذلك لا عقلا ولا شرعا، بخلاف ما لو كانوا مكلفين بها بشرط الكفر للتضاد بينهما حينئذ، وذلك لتمكنهم من خلع لباس الكفر عن أنفسهم، والتحلي بحلية الإيمان الذي هو شرط صحة العبادة، لا شرط التكليف قال الله تعالى: " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله " (1) قال في الجوامع: أي خلقهم قابلين للتوحيد ودين الإسلام وغير آبين عنه ولا منكرين حتى لو تركوا لما اختاروا دينا آخر ومن

(1) سورة الروم (30): 30.
(٣٧)
مفاتيح البحث: اللبس (1)، سورة الروم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 مقدمة المؤلف 9
3 الاستدلال بآية التطهير على عصمة أهل البيت (ع) 11
4 المراد من إذهاب الرجس عن أهل البيت (ع) 12
5 أهل البيت هم " علي وفاطمة والحسن والحسين " (ع) 13
6 عدم دخول أزواج النبي (ص) في أهل البيت (ع) 14
7 الكلام في حجية إجماع الشيخين والخلفاء 17
8 مناظرة مع علماء العامة وذكر أدلة لتفضيل علي (ع) 18
9 في إثبات عصمة أهل البيت (ع) 31
10 في بيان إرادة الله وأنها عبارة عن العلم بالأصلح 32
11 تقسيم الإرادة إلى حتمية وغير حتمية 34
12 إرادة الله تعالى لرفع الرجس عن أهل البيت تلازم العصمة 34
13 العصمة لا تنافي القدرة على فعل المعصية 36
14 في معنى الايمان 38
15 في معنى الاسلام 40
16 الايمان تصديق خاص 42
17 مراتب الايمان 45
18 جواز التقليد في أصول الدين 46
19 أقسام المقلد 49
20 في حكم أقسام المقلدين 49
21 هل النية لها تأثير في الثواب والعقاب أم لا؟ 53
22 التحقيق في أقسام النية 54
23 الجمع بين الأخبار الدالة على تأثير النية والدالة على عدمها 57
24 سبب خلود أهل النار في النار 58
25 في التجري 58